مدونة أكاديمية ترينبروج الأمريكية

مفهوم الأمن الفكري وعلاقته بالعملية التعليمية

مفهوم الأمن الفكري وعلاقته بالعملية التعليمية

مفهوم الأمن الفكري وعلاقته بالعملية التعليمية، تعتبر التطورات التكنولوجية وتنوع وسائل الاتصال وكثافتها من أهم المسببات التي أثرت بمنظومة قيم أي مجتمع، فهي تؤثر تأثيراً بالغاً على مستوى الأفراد الفكري.

ويعتبر الأمن الفكري أحد المفاهيم الحديثة التي كان لها حيزاً مناسباً من التمحيص والبحث وذلك نظراً لأهميته البالغة على مستوى الأفراد أو الأسرة والمجتمع ككل، عدا عن أنّه يمثل مصدر سلامة لجميع العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على معتقدات الأفراد، وكذلك لا يمكننا إغفال مساهمة المؤسسات التربوية والاجتماعية في الحفاظ على الهوية الأخلاقية والوطنية والعقائدية خلال المساهمة الجدية والدائمة في حماية الأمن الفكري للناشئين، لذلك من المهم جداً التركيز على دور المدرّب أو المدرس في تعزيز الأمن الفكري ضمن المجتمع بما تقدمه من أنشطة تدريبية وبرامج تعليمية، وفي هذا المقال سوف نتطرق للحديث عن مفهوم الأمن الفكري بشكله العام وعن أهميته وأهدافه ونتاجه والمزيد من المعلومات المهمة حول ذلك، لذا تابعوا معنا.

مفهوم الأمن الفكري:

وهو أن يعيش الأفراد في أوطانهم وبلدانهم ومجتماتهم آمنين ومطمئنين عن ثقافتهم وأصالتهم ومنظومتهم الفكرية.

وهو سلامة عقل الإنسان وفكره وفهمه من الخروج عن الوسطية أو الإنحراف وكذلك هو الاعتدال في فهمه للأمور السياسية أو الدينية وتصوره للكون ككل بما يؤول إلى العلمنة الشاملة أو الإلحاد.

وهو أن يعيش المسلمين في بلدهم آمنين على ثقافتهم وأصالتهم النابعة من الكتاب والسنة النبوية الشريفة.

وهو مجموعة من الأساليب المادية والمعنوية والإجراءات التي يجدر بكافة المؤسسات الاجتماعية اتخاذها خلال البناء المعنوي العقلي للإنسان وذلك بغرس كافة قيم المجتمع والمستندات الصحيحة التي توجه السلوك بما يحقق أمن المجتمع من كافة الجوانب.

أكاديمية ترينبروج الأمريكية متخصصة بإعداد وتصميم الحقائب التدريبية الاحترافية الجاهزة والجديدة حسب الطلب وبمرفقات متكاملة. للتعرف على المزيد من الميزات والخدمات والعروض التي نقدمها اضغط على الحقائب التدريبية الاحترافية

حقائب تدريبية احترافية

أهمية الأمن الفكري:

هناك أهمية بالغة لوجود الأمن الفكري في كافة المجتمعات فهي تساعد في حماية النشء من الوقوع بما وقع فيه سابقهم من الشباب، ويكمن ذلك بالتوجيه الهادف عبر المؤسسات الاجتماعية والدينية والتي تقوم بدور أساسي في وقاية من المجتمع، ومن أهم المؤسسات التي تساعد في ذلك المدراس والأندية الرياضية أو الثقافية، فالخدمات التي تقدمها هذه الجهات ضرورية وهامة كالإرشاد والوعظ والتوجيه السلوكي والنفسي والتربوي والاجتماعي، وكذلك النشاط الثقافي والرياضي، كذلك في استغلال وقت الفراغ لدى الشباب وتوظيفه بما فيه أنشطة مفيدة للأفراد والمجتمعات، علماً أن ذلك لا يكون مجدياً إلا إذا كانت تلك المؤسسات لها كفاءة وقدرة عالية على التصدي لهذه الأفكار المجتمعية، وتتمثل أهمية الأمن الفكري بما يلي:

  1. يصون ويحمي الهوية الثقافية من الاحتواء أو الاختراق الخارجي.
  2. يهدف إلى حفظ المعتقدات والفكر السليم والقيم الكريمة.
  3. مرتبط بشكل كامل بهوية الأمة ومتعلق باستقرار القيم والمحافظة على مبادئها.
  4. يساهم في تربية الأفراد على الفكر الصحيح لتتمكن من التمييز ما بين الحق والباطل.

أهداف الأمن الفكري:

  1. توفير المعايير القيمية والفكرية السليمة والتي تمثل المرجعية للأفراد والمجتمع ككل.
  2. تعزيز روح التفاهم والأخوة ضمن المجتمع وترسيخ أدب الاختلاف وثقافة الحوار المجتمعي.
  3. تمكين الأمة من الازدهار والنمو.
  4. حماية كل فرد من اتباع الفكر المنحرف والضال.
  5. حماية النواشئ من الانحراف الثقافي والغزو الفكري والتطرف الديني.
  6. الحفاظ على هوية المجتمع.
  7. قيادة الفرد إلى الطريق المستقيم.
  8. إكساب الأفراد منهجية سوية وقدرة على تبادل الأفكار فيما بينهم.
  9. تمكين المجتمع من النمو والتطور.

وسائل حماية الأمن الفكري:

  • معرفة كافة الأفكار المنحرفة والشاذة وتحصين الأفراد ضدها فلا بد لهم من معرفة دينهم واعتزازهم بوسطيتهم.
  • إظهار اعتدال وتوازن الإسلام واسطته وترسيخ انتماء الأجيال لدينهم وثقافتهم.
  • إتاحة الفرصة أمام الأفراد للحوار الحر ضمن المجتمع الواحد.
  • الاهتمام بالتربية ضمن المساجد والبيوت والمدارس وتعزيز العلاقة ما بين الآباء والأبناء.
  • الدعاء وهو يعد سلاح له أثر بالغ في تطبيق الأمن الفكري علماً أنه أهُمل من قبل الكثير من الناس.

علاقة الأمن الفكري بالعملية التعليمية:

إنّ المؤسسات التعليمية والتربوية من أكثر الجهات المعنية بالمحافظة على الاستقرار والأمن في المجتمعات، وإن استثمار عقول الشباب يعد واجب يشترك فيه كافة المؤسسات والأفراد والهيئات المجتمعية.

وكل من يعتقد أن مهمة المؤسسات التعليمية مقتصرة فقط على الكتابة والقراءة فهو مخطئ   فهي تتطلب أيضاً تعليم الأفراد كل ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية أيضاً ومن ثم ترجمة تلك العلوم إلى واقع ملموس.

وتستطيع القول أن الأمن مسؤولية للجميع ولكنه بالنسبة للمؤسسات أهم وذلك لأنها تجمع بين جميع فئات المجتمع باختلاف أعمارهم وفئاتهم بالمعلّم أو المدرب يتحمل المسؤولية الأكبر في تعزيز الأمن الفكري.

تحتوي الحقيبة التدريبية الخاصة بأكاديمية ترينبروج الأمريكية على 7 ملفات يحتاج لها المدربين والمراكز التدريبية لتنفيذ العملية التدريبية، يمكنك تحميل ملف تعريفي للحقيبة التدريبية الاحترافية والاطلاع على محتواها

مرفقات الحقيبة التدريبية

مراحل تحقيق الأمن الفكري :

هناك العديد من المراحل التي يمكن أن يتحقق من خلالها الأمن الفكري وهي:

المرحلة الأولى: مرحلة الوقاية من الانحراف الفكري

ويتحقق ذلك من خلال أي نوع من مؤسسات التنشئة الاجتماعية أولية كانت أم ثانوية أوغيرها من المؤسسات، ويكون ذلك وفقاً لخطط مدروسة تحدد فيها الأهداف والغايات.

المرحلة الثانية: مرحلة الحوار والنقاش

مفهوم الأمن الفكري وعلاقته بالعملية التعليمية

من الممكن ألا تنجح الجهود للوقاية ضد الأفكار المنحرفة من الوصول لبعض الأفراد سواء أكان مصدرها داخلي أم خارجي.

المرحلة الثالثة: مرحلة التقويم والعمل

وفي هذه المرحلة يبدأ الفرد بتحقيق الفكر المنحرف بعدها بتقدير مدى خطورته على اعتباره نتاج للحوار والمناقشة ومن ثم ينتقل العمل إلى مستوى آخر وهو تقويم ذلك الفكر ومن بعدها تصحيحه قدر الإمكان وذلك من خلال الإقناع وبيان البراهين والأدلة وهذه المرحلة تنقل الفرد إلى المرحلة التالية.

المرحلة الرابعة: مرحلة المحاسبة والمساءلة والعمل

وهذه المرحلة تكون موجَّهه لكل من لم يستجب لأي مرحلة من المراحل السابقة، وتتمثل هذه المرحلة بمواجهة كافة أصحاب الأفكار المنحرفة ومساءلتهم حول ما يحملونه من فكر، ومن ثم إصدار حكم شرعي بحق كل من يحمل مثل هذا الأفكار وذلك بهدف حماية المجتمع من جميع المخاطر التي قد تترتب عليه.

المرحلة الخامسة: مرحلة الإصلاح والعلاج

وفي هذه المرحلة يكون الحوار كثيف مع الأشخاص المنحرفين بفكرهم، ويتم ذلك من خلال الأشخاص المؤهّلين فكرياً وعلمياً في كافة التخصصات وبشكل خاص  العلماء المؤهلين لمقارعة الشبهات بالحجج.

وتعتبر هذه من أهم المراحل لتحقيق الأمن الفكري والغاية منها هو الوصول إلى أعظم نتائج بالاعتماد على المنهج الإسلامي والسعي لتحصين العقل من أي شكوك أو شبهات.

أسباب ضعف الأمن الفكري:

هناك العديد من الأسباب التي تعمل على إضعاف الأمن الفكري لدى المجتمع نذكر من أهمها:

  • ضعف الدين و التقصير في معظم جوانب العقيدة والأخلاق.
  • تأثير وسائل الإعلام وبشكل خاص شبكة الانترنت بالرغم من الإيجابيات التي تحتويها والتي لا يمكن حصرها إلا أنه تساهم بشكل كبير في ضعف الأمن الفكري.
  •  ضعف الضبط الأسري والتفكك ووجود خلل في عملية التواصل وكل ما ينتج عن ذلك من تلاشي في الاهتمام والمتابعة والإهمال وكذاك عدم مراعاة احتياجات الأفراد، مما يجعل الفرد  أكثر عرضة للتزلزل في أي تيار أياً كان نوعه وذلك بسبب عدم توفر الوعي والقاعد الأخلاقية والتربوية الصلبة الضرورية في كافة مواقف الحياة.

نتاجُ الأمن الفكري :

عندما يتحقق الأمن الفكري في مجتمعنا سوف تظهر نتائج عظيمة أهمها ما يلي:

  1. ظهور جيل يحمل فكراً سليماً طاهراً وخالٍ من أي معتقدات فاسدة ، أو رؤى المنحطة.
  2. تعزيز أهمية العلم في الدين الإسلامي ، وذلك من خلال البحث عنه وطلبه ، وكذلك اهتمام الأمة بمفكريها وعلمائها وأبائها.
  3. سيظهر لنا في حال تحقق الأمن الفكري إعلاماً هادفاً إضافة إلى صورة مشرقة نأملها جميعاً ، ونسعى بشكل مستمر لإيجادها .
  4. ستخرج لنا كافة المواهب والعقليات والأقلام الناصعة التي تقضي على تزاحم أهل الضلال وعلى منابرهم وفي وسائلهم
  5. سنرى حوارياً مجتمعياً يهمه البحث عن الحق فقط ، ولا يأبه بكل ما سيواجهه في الطريق .

الخاتمة:

وفي نهاية المطاف نكون قد تعرفنا على مفهوم الأمن الفكري وعلى أهميته في الحفاظ على المجتمع ضد الأفكار التي تتنافى مع ثقافات وقيم المجتمع، كما تبيّن لنا دور المؤسسات التعليمية جميعها في تحمل المسؤولية تجاه البناء الفكري السليم للأفراد باعتباره من أهم ركائز تكوين الشخصية السوية للأفراد، وتعرّفنا أيضاً على أسباب ضعف الأمن الفكري وعلى مراحل تطبيق الأمن الفكري بالتسلسل، إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى ختام مقالنا عن مفهوم الأمن الفكري وأهميته وعلاقته بالعملية التعليمية.

يمكنكم متابعتنا عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل متابعة كل جديد

تويتر 

انستغرام

فيس بوك

لينكد إن

هل اعجبتك المقالة ؟ قم بمشاركتها مع اصدقائك !

أكثر المقالات مشاهدة:

Open chat
Hello 👋
Can we help you?