ما هو التحليل الإحصائي، وما هي الطرق المستخدمة لإجرائه، وما الأهمية التي يقدمها للبحوث العلمية؟ وما المشكلات التي قد تعترض أمام الباحث أثناء إجراءه التحليل الإحصائي؟ كل ذلك أسئلة تدور في ذهن كل طالب أو باحث ويبحث عن جواب لها، وذلك لكي يكون ملم بموضوع التحليل الإحصائي.

والتحليل الإحصائي بشكل عام هو أحد أنواع التحليل التي يتم إجراؤها أثناء التخطيط لبحث علمي أو مشروع معين.

يرتبط مفهوم التحليل الإحصائي بالعديد من مفاهيم العلوم، فهو ذات صلة بالمناسبة المالية، وكذلك يظهر لنا في إعداد حسابات الخسائر والميزانية والأرباح والمُتاجرة، وفي مقالنا هذا سوف تنتاول مفهوم التحليل الإحصائي بشكل عام ونتحدث عن عدة أمور ذات صلة.

ما هو التحليل الإحصائي؟

يمكن أن نعرّف مفهوم التحليل الإحصائي بعدة أشكال منها:

1. هو العملية التي يجهز خلالها الباحث البيانات العلمية ويحضرها ليجري التحليل عليها، ثم يستخرج المعلومات منها بما يفيد البحث العلمي، بحيث تكون ذات قيمة وفائدة وتقدم معلومات جديدة.
2. وهو العلمية التي يتحدث بها الباحث عن مجتمع معين ويشرح صفاته، ويحدد المزايا التي تميزه عن غيره من المجتمعات، ولكي يصل إلى هذا الشرح يجب أن يأخذ عينة من ذلك المجتمع ويجري دراسة عليها بناءً على أسس منطقية، ثم يستخرج هذه الصفات ويعممها على المجتمع.
3. وهو أحد العلوم التابعة لعلم الاقتصاد، ولكن علم الإقتصاد عرفته الحضارات القديمة بينما التحليل الإحصائي لم يعرف إلا بعد أن رغب الإقطاعيين والملوك بإحصاء ممتلكاتهم، وذلك من أجل أن يفرضوا الضرائب، وعبر ذلك ظهر التحليل الإحصائي ثم بدأ يتطور مع تطور التكنولوجيا.

ما الأهمية التي يقدمها التحليل الإحصائي للبحوث العلمية؟

في الواقع للتحليل الإحصائي أهمية كبيرة تعود على البحث العلمي والباحث أيضاً وأهميته تمكن بما يلي:

• يساعد الباحث العلمي في دراسة عينات البحث الكبيرة، وبالتالي يمكنه من ضبط بحثه العلمي.
• يعتبر التحليل الإحصائي حل مناسب جداً لتحليل البيانات، ثم إعطاء نتائج علمية دقيقة لمختلف العلوم، لهذا السبب يستخدم في إصدار النتائج بعد تحليل البيانات.
• نتائجه دقيقة للغاية وله قدرة واسعة على خلق معلومات قيمة من معلومات ليس لها أي فائدة، أي يجعل المعلومات ذات قيمة وهكذا يستطيع أن يعكس فائدته على المجتمع.
• له دور كبير في كافة العلوم الإنسانية وذلك لارتباط أهدافه الوطيد بأهداف البحوث الإجتماعية.
• يلعب دور كبير في تحليل جميع الظواهر الإجتماعية، ثم تحديد مسبباتها، وذلك لكي يقوم بتفسيرها ويحلل نتائجها ويتنبئ بنتائجها المستقبلية.

ما هي مزايا التحليل الإحصائي؟

يوفر عدة فوائد تساعد في تحقيق أعلى استفادة ممكنة من كم البيانات المتاحة، مثل المساعدة بتطوير المنتجات، وأبحاث السوق، ورسم خرائط لدراسة معدل نمو الشركات بهدف تحسين الكفاءة، وذلك عبر تقديم تفسيرات واضحة لمجموعة بيانات، وتحليلها وتصنيفها، وهكذا يصبح الباحث قادراً على معالجة المعلومات التي بين يديه وتعديل الموقف ثم اتخاذ القرار المناسب، وبشكل عام من أهم مزايا التحليل الإحصائي ما يلي:

• الموضوعية بعملية صنع القرار.
• القيام بتحليل السوق.
• تحديد الاتجاهات المارة بدون أن يلاحظها أي شخص.
• تقليل تكلفة التشغيل.
• توضيح موقع للمبيعات التي لها قيمة كبيرة والتسويق المرتبط بها، وبالتالي تحسين الكفاءة بكافة نواحي التسويق والمبيعات.
• تساعد في تعزيز كفاءة العمل وبالتالي الحصول على جهود كبيرة من الموظفين.

أكاديمية ترين بروج الأمريكية تقدم كافة خدمات الدراسات الأكاديمية لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا بتنفيذ مشاريعهم ودراساتهم بأسرع وقت وأفضل جودة يرجى زيارة قسم خدمات الدراسات والبحوث الأكاديمية

ما هي المشكلات التي يعترضها الباحث أثناء إجراء التحليل الإحصائي؟

يمكن أن يتعرض الباحث للكثير من المشاكل عند إجراء التحليل الإحصائي والتي يكون أساسها عدم امتلاكه للمهارة والخبرة اللازمة في هذا المجال.

بالإضافة إلى عدم إلمامه بالعديد من الجوانب الاقتصادية والتي يكون الباحث بحاجة إلى معرفتها لإجراء التحليل الإحصائي الخاص به، كل ذلك يؤدي إلى ظهور مشاكل أثناء قيام هذه العملية.

عديدة هي المشاكل التي تواجه الباحث أثناء إجراء التحليل الإحصائي ومن أبرزها:

الحصر الشامل:

• والسبب الرئيسي وراء حدوث هذه المشكلة يكمن بدراسة الباحث لجميع عناصر مجتمع دراسته ولا يستثني فئة أو عينة معينة، هذا ما يجعل عملية التحليل الإحصائي صعبة ويؤدي لحدوث مشاكل.
• استخدام الباحثين أثناء قيام عملية التحليل الإحصائي للمناهج غير مناسبة معه، فعلى سبيل المثال يعد المنهج الوصفي من أكثر المناهج المناسبة لهذه العملية لكن معظم الباحثين لا يستخدموه مع التحليل الإحصائي وهذا ما يؤدي إلى حدوث مشاكل.

الخطأ في اختيار المقاييس الإحصائية:

• يكمن السبب الرئيسي وراء حدوث هذا النوع من المشاكل بعدم إطلاق الباحث على عدد كافي من المقاييس الإحصائية، بالإضافة إلى عدم معرفته الكافية بمزايا كل مقياس.
• والمشكلة تقع عندما يخطأ الباحث في اختيار المقاييس الإحصائية وهي من أكبر المشاكل التي تواجه الباحثين.

مشاكل تتعلق باختيار عينة الدراسة:

• تعد هذه المشاكل من أبرز المشاكل التي يقع بها الباحثين أثناء قيام التحليل الإحصائي وبشكل خاص الباحثين المبتدئين في هذا المجال.
• لتجنب الوقوع في مثل هذه المشكلة يمكن للباحث أن يستخدم الأسلوب العلمي في هذه العملية حيث يساعده بشكل كبير في اختيار عينة الدراسة التي تناسب حجم بحثه.
• ومن أهم فوائد هذه الأسلوب هو قدرته على مساعدة الباحث في تجنب الوقوع في الخطاً حيث يرشده إلى استخدام المنهج الذي يناسب بحثه.

الاستخدام الخاطئ لأداة البحث أو ما يسمى “استبانة”:

• تعتبر هذه الأداة من أهم أدوات البحوث العلمية التي يستطيع الباحث خلالها إجراء التحليل الإحصائي الخاص ببحثه.
• تتميز بشكل عام بأنها سهلة الاستخدام ومنخفضة التكاليف وفي الوقت ذاته سريعة النتائج وفعالة.
• لكن العديد من الباحثين لا يوفقوا في استخدام هذه الأداة وهكذا يقع بعضهم في مشاكل، حيث تظهر هذه الأداة أخطاء عندما يخضعها الباحث لمقياس الثبات والصدق، وهنا في حال اكتشف وجود بعض الأسئلة الغير متناسبة مع الاختبار يقوم بتبديلها حتى تناسب بحثه أو اختباره، وبعد ذلك يخضعها من جديد لمقياس الثبات والصدق.

احصل على مشورة من خبراء متخصصين في استخدام برامج التحليل الإحصائي لتجد أفضل طريقة لإعداد بحثك ، أكاديمية ترين بروج تقدم لك كافة خدمات التحليل الإحصائي، تواصل معنا الآن.

ما هي أنواع التحليل الإحصائي؟

يقسم لعدة أنواع تُصنّف تبعاً لنوع البيانات كما يلي:

التحليل الوصفي الإحصائي:

عند تنظيم البيانات وتلخيصها من خلال الرسومات البيانية والأرقام، في هذه الحالة يكون هذا النوع وصفي يهدف بشكل عام لتبسيط البيانات الكبيرة وجعلها سهلة وقابلة للتفسير، ويساعد في تمثيل البيانات في رسوم بيانية وجدول.

يتضمن هذا النوع عدة عمليات منها الجدولة، ومقاييس التباين والتشتت كالانحراف المعياري والمدى والتباين، وكل ذلك يساعد في تلخيص البيانات وعرضها في جداول ومخططات، وشرح السمات الرئيسيى لها.

أهم الإحصائيات التي تستخدم في التحليل الإحصائي الوصفي هي:

• مقاييس الإتجاه المركزي.
• مقاييس الانتشار.

التحليل الإستنتاجي الإحصائي:

يتيح التحليل الإستنتاجي بشكل عام اختبار فرضيات معينة بالاهتمام على فئة من البيانات التي تساعد في إيجاد النتائج، عبر تطبيق التعميمات والاحتمالات للبيانات كاملةً، إضافة إلى أنّ هذا النوع يمكنه التنبؤ بالنتائج المستقبلية المتجاوزة البيانات المتوفرة.

يساهم هذا النوع في إيجاد فروق ما بين مجموعات مختلفة ضمن العينة، ويساعد أيضاً في اختبار الفرضيات.

التحليل التنبؤي:

في الوقت الذي يرغب الباحث فيه بالتنبؤ بالمستقبل بناءً على بعض الأرقام والحقائق يتم استخدام هذا النوع، والذي يستخدم تقنيات وخوارزميات تعلم آلية تصف نتائج مستقبلية من المتوقع حدوثها، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة ونمذجة البيانات.

وغالباً ما تعتمد شركات التسويق والتأمين على هذا النوع من التحليل الإحصائي للتخطيط للمستقبل.

التحليل الكمي:

يستخدم التحليل الكمي عند وجود كم كبير من البيانات ونرغب بمعرفة أفضل طريقة لتحليلها، فهو يركز بشكل رئيسي على إيجاد الإقتراح الأمثل لعملية صنع القرار.

ومن أهم التقنيات التي يستخدمها هذا النوع:

• المحاكاة.
• الرسم البياني.
• الخوارزميات.
• تعلم الآلة.

التحليل الإستكشافي:

وهذا النوع يعتبر الخطوة الأولى من عملية جمع البيانات وتحليلها، وذلك لأنه يساعد في إيجاد النقاط الأساسية التي تتضمنها البيانات، وبالتالي الحصول على بيانات مفقودة من مجموعة البيانات الخاضعة للإستكشاف.

التحليل السببي:

يهتم هذا النوع بشكل عام بتقديم إجابات على الأسئلة، فهو يساعد على فهم السبب الكامل وراء كل ظاهرة، فعلى سبيل المثال قد يستخدم هذا النوع لتحديد السبب الذي أدى لفشل مشروع ما، وبالتالي يساعد في تحصين الشركات من الانتكاسات التي قد تصيبها في المستقبل، فهو يستخدم في:

فحص السبب الجذري وراء حدوث مشكلة ما.

فهم ما سيحدث في حال تغير متغير ما بظاهرة معينة وما مدى تأثيره على بقية المتغيرات.

التحليل الآلي:

يعتبر هذا النوع من التحليل الإحصائي الأقل شيوعاً، ويستخدم بشكل عام لفهم طريقة حدوث الأشياء وذلك عند تحليل كمية ضخمة من البيانات، فهو يقوم باستبعاد الأحداث الخارجية التي تؤثر على المتغيرات الوسيطة، ويقدم شرح مفصل لحدث معين في سياق بعض البيانات المقدمة.

هكذا نكون قد وصلنا معكم إلى ختام مقالنا عن التحليل الإحصائي وأهميته وأنواعه، وفي الختام نستنتج أن التحليل الإحصائي مرتبط بكافة المجالات في العلوم الاجتماعية والبحوث العلمية والطب والبيولوجيا ومناسب لمختلف المجالات بكافة أنواعه.