تعتبر الحوكمة الإدارية أحد أهم الموضوعات في الشركات العالمية والمحلية في عصرنا هذا، ومع كل الأزمات التي يعاني منها الاقتصاد العالمي، وضعت المجتمعات مفهوم الحوكمة ضمن الأولويات، حيث تركز قوانين وأنظمة الحوكمة بشكل أساسي على الحد من تطبيق السلطة الإدارية في غير مصلحة المساهمين، وتفعيل أداء المجلس الإداري في الشركات المحوكمة، بالإضافة إلى تعزيز دور الرقابة الداخلية والإشراف على تنفيذ الإستراتيجيات، وتحديد الصلاحيات والأدوار لجميع المساهمين والإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة وأصحاب المصالح.

ماذا تعني الحوكمة الإدارية للشركات؟

يقصد بمفهوم الحوكمة الإدارية للشركات، تلك القواعد التي عن طريقها يتم توجيه الشركة وقيادتها، وتضم هذه العملية آليات معينة لتنظيم العلاقات ما بين المديرين التنفيذيين ومجلس الإدارة وأصحاب المصالح والمساهمين، وذلك عن طريق وضع إجرائيات معينة لتسهيل اتخاذ القرار.وإضفاء طابع المصداقية والشفافية عليها.

بهدف حماية أصحاب المصالح وحقوق المساهمين وتحقيق التنافسية والعدالة في بيئة العمل والسوق.ووجب التأكيد على أن مصطلح حوكمة الشركات، هو عبارة عن منهج اصطلاحي يقود لوضع مبادئ وتوجيهها بما يخدم المصالح العامة وحقوق المساهمين.

أكاديمية ترينبروج الأمريكية متخصصة بإعداد وتصميم الحقائب التدريبية الاحترافية الجاهزة والجديدة حسب الطلب وبمرفقات متكاملة. للتعرف على المزيد من الميزات والخدمات والعروض التي نقدمها اضغط على الحقائب التدريبية الاحترافية

نشأة الحوكمة الإدارية للشركات:

إن الشركات التي تقوم بتطبيق قواعد ومبادئ الحوكمة تهدف إلى:

1 – تعزيز مستوى الاطمئنان والثقة لدى مساهميها بالنسبة لاستثماراتهم، وذلك لأن هذا يعد مؤشر على دارية الإدارة التنفيذية بكل المخاطر التي قد تهدد أمان الشركة، وبالتالي تحكّمها بهذه المخاطر وقدرتها على الحد منها مما يجعل المستثمر يتخذ قرار الاستثمار بمراعاة جميع معايير الاستثمار.

2- يلجأ المستثمرون عادة لأصحاب الخبرات لتوظيفهم في إدارة أعمال الشركة التي يرغبون بالاستثمار بها، نظراً لعدم توفر لديهم الوقت الكافي والخبرة اللازمة لإدارة الشركة بأنفسهم.

ما أهمية الحوكمة الإدارية للشركات؟

إن موضوع الحوكمة بالنسبة للشركات أمر في غاية الأهمية وتتجلى أهميته في الجوانب التالية:

• لا بد للشركات من تطبيق أسس الحوكمة وذلك من أجل تعزيز الأمان والثقة في نفس المستثمرين المتعاقدين مع الشركة.
• تقدم حوكمة الشركات للمستثمر تسهيلات لمساعدته على أخذ القرارات فيما يتعلق باستثماراته وبالتالي إن أي شركة تعمل وفق قواعد الحوكمة الإدارية تبقى دائماً وأبداً مصدر جذب للمستثمرين في كل المجالات لديها لأنها بالطبع شركة موثوقة وتمتلك مميزات عديدة أهمها تطبيق مبادئ العدالة والمصداقية العالية والشفافية الواضحة وكل ذلك بفضل عملها الدؤوب وفق معايير الحوكمة الإدارية.
• تسعى الحوكمة إلى بناء جسر متين لتوطيد العلاقات ما بين مدراء الشركات وملاكها وكل أصحاب العمل والمصالح مع الشركة.

أهداف نظام الحوكمة الإدارية للشركات:

يحمل النظام العام لحوكمة الشركات بين طياته عدد لا متناهي من الأهداف البناءة وذلك على عدة محاور أساسية وسنذكر أهمها:

أهداف متعلقة بالاقتصاد:

تسعى حوكمة الشركات لزيادة كفاءة الاقتصاد وذلك عبر سعيها لتحقيق الاستقرار العام في أسواق العملات، بالإضافة إلى تحقيقها مبدأ المصداقية والشفافية وبالتالي زيادة عدد الاستثمارات سواء كان من محيط الشركة أو حتى من خارج البلاد، كما يمكن عن طريق تطبيق قواعد حوكمة الشركات أن يتم الحد من  المخاطر والمشاكل المهددة للاقتصاد، وبناءً عل كل ذلك بلا شك ستزيد كفاءة الاقتصاد بصورة شاملة.

أهداف تتعلق بالشركات:

لا بد من أن تطبيق أسس حوكمة الشركات ستعود بالعديد من الفوائد الجمة على الشركة بصفة عامة، ولعل من أهم أهداف الحوكمة فيما يخص الشركات أن تخلق جو للعمل سليم خالي من المخاطر، كما وتساهم الحوكمة في تحقيق أداء عمل أفضل وذلك بفضل توفير طاقم إدارة ذو خبرة عالية وخلق روح التعاون والتعاضد ما بين المدراء والملاك والعاملين في الشركة، كما وهنالك عدة أهداف تتعلق بتوفير التسهيلات للشركة لتصل إلى سوق الأموال بشكل أيسر للحصول على التمويل بشكل أسهل وبتكاليف أقل مما يساهم في زيادة نشاط الشركة وتوسيع نطاق عملها وزيادة الصفقات والاستثمارات لصالحها.

أهداف خاصة بأصحاب الأسهم والمستثمرين:

من أهم أهداف حوكمة الشركات هو السعي لحماية أسهم العملاء والاستثمارات من الخسارة، بل على العكس تسعى الحوكمة لزيادة الربح وتوسيع العمل وتطويره، وذلك عن طريق عدة وسائل أهمها تأمين سلطة وإدارة رشيدة تصب مصالحها لخدمة المستثمرين وزيادة استثماراتهم وتطبيق المعايير والقواعد بكل مصداقية.

أهداف تخص العاملين بالشركة:

لم تهمش الحوكمة أي عامل كان في الشركة مهما كان دوره في العمل بسيط، إذ أنه من أهم أهداف الحوكمة تعزيز العلاقة بين الإدارة وكل العاملين في الشركة، وذلك من أجل تحقيق كل  أهداف الشركة والرفع من جودة الأداء فيها.

 أمتلك الآن الحقيبة التدريبية الاحترافية الجاهزة دبلوم الحوكمة الإداريةالتي تحتوي على كافة المرفقات التدريبية وبتصميم احترافي مميز. للاطلاع على مضمون الحقيبة التدريبية وكافة المعلومات اضفط على حقيبة دبلوم الحوكمة الإدارية

الأركان الرئيسية للحوكمة الإدارية للشركات:

أولاً: توفير المعلومات:

ضمان توفير جميع المعلومات التي تحتاجها الجهة الرقابية والمستثمرين والمساهمين، وكذلك المعلومات التي قد تحتاجها الأطراف الأخرى التي ترتبط بتوقيت معين، بما يساعد هذه الأطراف من اتخاذ القدرات وإجراء المعاملات بالشكل الصحيح، وكذلك الإفصاح بدقة وشفافية من قبل مجلس الإدارة والشركة عن كل ما يهم المستثمرين، مما يضمن استقطاب الكثير من الأعمال للشركة.

ثانياً: المساءلة:

وتعني أن يدرك كافة أعضاء الإدارة أن المسؤولية تقع على عاتقهم بجميع تصرفاتهم وقراراتهم بما يخص قيادة وإدارة الشركة أمام المستثمرين.

ثالثاً: العدالة:

وتعني أن يحظى كافة العاملين والمساهمين وجميع الأطراف المعنية بمعاملة متساوية وعادلة من قبل أعضاء مجلس الإدارة التنفيذية، بعيداً عن أي مصلحة شخصية أو أي انحياز.

رابعاً: المسؤولية:

وهي تعني أنه يجب على كافة أعضاء الإدارة التنفيذية أداء واجباتهم بنزاهة وإخلاص وشرف، تجاه المجتمع والاقتصاد بشكل عام، والشركة بشكل خاص، وأن يتوخوا الحذر ويبذلوا جهد وعناية في أداء مهامهم.

ما هي مبادئ الحوكمة الإدارية؟

لا بد من أن يملك نظام عمل الشركة العاملة وفق أسس الحوكمة على جملة من المبادئ رئيسية وهي كالتالي:

1. من الضروري تكوين مجلس منظم وذو خبرة وتأهيل علمي عالي لإدارة الشركة وترتيب وتنظيم كل أمورها.
2. يجب اختيار كل أعضاء المجلس الإداري والتتفيذي للشركة بحيث يكونوا أشخاص كفؤ وموالين بشكل كامل لمدراءهم ومخلصين للشركة، ومحبين لتقديم كل ما يستطيعون لتطوير الشركة وتحقيق أهدافها.
3. من الضروري أن يضع المجلس الإداري خطة عمل محكمة تمتلك جملة من القيود على كل أمور التدقيق بالنسبة للأمور المالية، بالإضافة إلى عدة قوانين صارمة فيما يخص الرقابة الداخلية للشركة، كما ويجب أن يلزم مجلس الإدارة كل العاملين في الشركة على الالتزام بالقوانين وتطبيقها بدقة.

أسس الحوكمة الإدارية:

تعتبر أسس الحوكمة الإدارية هي المكملة لمبادئه وهي كالتالي:

• لا بد من أن يقدم مجلس الإدارة المكافآت لباقي الأعضاء ممن يعمل بشكل سليم ويستحق التقدير، وذلك بشكل دوري وبأسلوب منظم ودقيق.
• يقع على عاتق المجلس الإداري عدد من المهام والمسؤوليات وأهمها تحديد المسميات الوظيفية للجميع وتنظيم الصلاحيات وتوزيع المهام وفق ما يراه المجلس مناسب لمصلحة الشركة.
• أهم مبدأ من مبادئ الحوكمة الإدارية فيما يخص المستثمرين هو التواصل الدائم معهم واطلاعهم على كل خطط العمل واحترام حقوقهم والمحافظة عليها بحيث تخلق الشركة نوع من الثقة في نفوس المستثمرين والمساهمين.
• لا بد من أن تفصح الشركة أنها تعمل وفق أسس الحوكمة الإدارية.
• علاوة على ذلك من الضروري أن تلتزم الشركات المقدمة لخدمات إسلامية بكل مبادئ وقواعد الشريعة الإسلامية بشكل دقيق.

مزايا الحوكمة الإدارية:

• تجلب الاستقرار للسوق.
• تعزز التنافسية بين الشركات والمؤسسات وبالتالي ترفع إمكانية تجنب المخاطر.
• تشجع على الاستثمار وبالتالي تخفض من تكلفة رؤوس الأموال.
• تعزز الإقراض وتضعف الفساد.
• تشجع على تبني علاقات ما بين الدولة ومجتمع الأعمال.
• تساعد على مكافحة الفساد والفقر.

من هم أعضاء مجلس الإدارة في الحوكمة الإدارية؟

يجب أن يحافظ جميع أعضاء مجلس الإدارة على مستوى الاستقلالية المطلوب في عملية اتخاذ القرار، والتي من شأنها أن تساعد في تحقيق أهداف الشركة والمساهمين، ولهذا السبب ينبغي أن تكون جميع أعضاء مجلس الإدارة من الأعضاء الغير تنفيذيين، كما يجب ألا يقل عددهم عن اثنين أو ثلاثة أعضاء، وأعضاء مجلس الإدارة يتم تصنيفهم إلى:

1. أعضاء تنفيذية: وهم الأعضاء المتفرغين للإدارة التنفيذية في الشركة ويشاركون في أعمالها اليومية.
2. أعضاء غير تنفيذية: وهم الأعضاء الذي ليسوا متفرغين لإدارة الشركة وليس لهم علاقة بأية أعمال يومية لها.
3. الأعضاء المستقلة: وهم أعضاء يتمتعوا باستقلال تام في القرارات والأعمال، ولا تنطبق عليهم أي عوارض للاستقلال.

تحتوي الحقيبة التدريبية الخاصة بأكاديمية ترينبروج الأمريكية على 7 ملفات يحتاج لها المدربين والمراكز التدريبية لتنفيذ العملية التدريبية، يمكنك تحميل ملف تعريفي للحقيبة التدريبية الاحترافية والاطلاع على محتواها

الخاتمة:

وفي الختام، إن الهدف الرئيسي من الحوكمة الإدارية هو تحقيق نوع من الاستثمار المثالي والمميز، وذلك من أجل توظيف قدرات وموارد الشركة بشكل رشيد ومسؤول وعن طريق خلق بيئة عمل مناسبة تعتمد على نظام الرقابة والموثوقية وتقدير العمل والالتزام مع مراعاة كل مبادئ المصداقية والشفافية في رسم خطط الشركة الاستراتيجية، بالإضافة إلى التصريح عن كل حق من حقوق أي فرد عامل في الشركة وتوضيح التزاماته، كما وتسعى حوكمة الشركات لتوطيد العلاقات ما بين ملاك الشركة ومدرائها ومورديها ومموليها والمستهلكين وكل الجهات المعنية بالرقابة وغير ذلك من الكيانات التي تساهم بشكل فعال في الشركة وإطار عملها، لذا لا بد من أن تعمل كل الشركات وفق نظام الحوكمة بغض النظر عن اختصاصها ومجال عملها.