في الواقع إن البحث العلمي هو عبارة عن سلوكيات فردية أو جماعية تحمل بين طياتها عدد من الأهداف السامية، والغاية الأساسية منه البحث الجاد في صحة أحد المعلومات أو الفرضيات، أو بغية توضيح معالم ظاهرة معينة والبحث في أسباب حدوثها، ومن ثم من الممكن عن طريق ما توصل إليه الباحث من أسباب وفرضيات أن يصل لنتائج وحلول لمعالجة هذه الظواهر والمشاكل، أو قد يتمكن من تحليل وفهم آلية عمل بعض التقنيات الحديثة بهدف السعي للتقدم والتطور عن طريق البحث العلمي.
جدول المحتويات
ويمكن أيضاً أن نعرفه على أنه سلوك إنساني يهدف إلى رفع مستوى الإدراك البشري من أجل القدرة على التحري و البحث العلميفي جوهر الأشياء وأسباب ظهورها على الأرض بهدف الوصول إلى حياة مستقرة ومتحضرة للأفراد والمجتمعات.
عناصر البحث العلمي:
أولاً) – المدخلات:
تتكون المدخلات من عدة عناصر ومن أهمها:
- الباحث العلمي ومعرفته بماهية البحث العلمي.
- مشكلة البحث.
- هدف أو غرض البحث.
- الأبحاث أو الدراسات الخاصة بالبحث العلمي.
- فرضيات معالجة المشكلة، ودراسة الإمكانيات المتوفرة لحلّها.
- الصعوبات التي تعترض معالجة البحث.
- أهمية حل مشكلة البحث العلمي وفوائدها على الفرد والمجتمع.
- المصطلحات والمفاهيم التي سوف يتم تناولها بالبحث العلمي.
ثانياً) – العمليات:
تتكون من عدة عناصر، نذكر منها:
- منهجية البحث.
- التصميم الإحصائي الذي يناسب طبيعة وظروف البحث.
- إجرائيات حل المشكلة للتوصل للحل المقصود.
- تقنيات وطرق اختيار الفرضيات المقترحة حول البحث.
ثالثاً) – المخرجات:
تتكون مخرجات البحث من عدة عناصر وهي:
- نتائج البحث العلمي بما فيها نتائج التجارب والقياس والاختبارات المخبرية والحقلية الموضوعة في جدول نتائج التحليل الإحصائية لها.
- الحلول التي توصل الباحث لها من توصيات وتضمينات واستنتاجات.
- البحث المنشور أو الورقة العلمية والتي ينبغي أن تشتمل على ثلاث عناصر وهي (المدخلات والمخرجات والعمليات).
رابعاً) – الضوابط التقييمية:
- تقييم البحث من قبل لجنة ثلاثية مؤلفة من مختصين بدراسة البحث.
- تقييم المدخلات والمخرجات والعمليات قبل تعميم نتائج البحث واعتمادها.
أهمية البحث العلمي على الفرد والمجتمع:
- يعد البحث عملية منظمة ومدروسة تقرر نتائج موضوعية ومنطقية، بحيث تساعد في حل مشاكل بشرية مما يساهم في تقدم الإنسان، وانتقاله من هدف توفير القوت اليومي إلى أفضليات أعلى ليعزز نموه الحضاري.
- اعتياد الأفراد والمؤسسات الاجتماعية على أسلوب البحث العلمي، واعتمادهم على منهجية منطقية ومدروسة في تعاملاتهم ومسؤولياتهم اليومية، مما يساعد في رفع مردودهم السلوكي كماً ونوعاً ويزيد نجاح أعمالهم وبالتالي ازدهار حيلهم وطموحاتهم.
- يساعد في توضيح كافة النظريات العلمية التي تم التحقق من صلاحيتها بالإضافة إلى المساهمة في بيان الوقائع المتناقضة واختيار الأنسب منها.
- تصحيح منهجيات البحث الخاطئة بما فيها من مؤشرات وطرق التحليل الإحصائي.
- حل المشكلات العملية والعلمية التي قد تواجه الأفراد والجماعات.
- اكتشاف تقنيات حديثة وأساليب حياة أكثر تطوراً، وزيادة المعرفة الحضارية والبشرية.
أكاديمية ترينبروج الأمريكية متخصصة بإعداد وتصميم الحقائب التدريبية الاحترافية الجاهزة والجديدة حسب الطلب وبمرفقات متكاملة. للتعرف على المزيد من الميزات والخدمات والعروض التي نقدمها اضغط على الحقائب التدريبية الاحترافية
أساسيات البحث العلمي:
لا شك أنه لكي ينجح البحث بالشكل المطلوب ويحقق الغاية منه، يجب أن يتحلى الباحث العلمي بعدد من الأخلاقيات والصفات وأن يكون مكتفي تماماً مما يلي:
- يجب أن يمتلك الباحث العلمي نظرة ثاقبة في محور المشاكل، ليتمكن من تمييزها وبناء الفرضيات والاستراتيجيات الخاصة بها ومن ثم معرفة كيفية معالجتها وتقدير عواقب الأمور من كل الجهات.
- من الضروري أن يكون الباحث العلمي إنسان منطقي وموزون ويعتمد في عمله على أسس علمية ومنطقية.
- يجب أن يتمتع الباحث العلمي بكم من الكفايات التخطيطية، أي عليه أن يكون قادر على تحليل كل الإمكانيات المتاحة من أجل البحث في مشكلة ما وبناءً على ذلك يضع الخطط المناسبة لحلها.
- لا بد من أن يكون الباحث صادقاً مع نفسه، وقادراً على إدارة خطط البحث وجمع المعلومات بشكل دقيق ومن ثم تحليلها، وتنفيذ كل الإجرائيات المخطط لها مسبقاً وبدقة تامة.
- ومن المهم جداً أن يكون الباحث متمتع بكفايات فنية وقادر على تقييم الوضع وإجراء المسوحات اللازمة ومراجعة ما تم تنفيذه ومتابعة عمليات البحث بشكل دوري، وذلك بهدف الكشف عن مدى فعالية الحلول للمشاكل المدروسة.
مناهج وطرق البحث العلمي:
هنالك العديد من الطرق والمناهج المتبعة أثناء البحث العلمي وسنذكر تفصيل بسيط عن أهم هذه الطرق والمناهج:
- مناهج البحث التاريخية.
- طريقة البحث الوصفية.
- طرائق الارتباط.
- مناهج البحث التجريبية الحقيقية.
- طرق البحث شبه التجريبية.
- منهج البحث المقارن.
- منهج البحث الحقلي أو دراسة الحالة.
- طريقة البحث المتطور أو المتغير.
أخلاقيات البحث العلمي:
سنذكر بعض الصفات التي يجب أن تتوفر في شخصية الباحث العلمي بصورة شاملة:
- ينبغي أن يكون الباحث ذو قدر جيد من الحيادية وعدم التحيز، كما أيجب أن يكون ديناميكي ويتقبل أي أفكار جديدة، وأي ملاحظات غير متوقعة مع ضرورة عدم التمسك بأي فكرة أو وجهة نظر واحدة، بل من الضروري أن يستمر بالبحث عن البراهين والأدلة التي تناسب الموقف.
- يجب أن يكون مؤمن وواثق بقدراته وصادق وذو همة عالية.
- لا بد من أن يكون حكيم وذو خبرة عالية تمكنه من التخطيط والتنفيذ وتقييم الحلول والنتائج بشكل عملي.
- متنزه وبعيد عن الأنانية والسلوكيات الغير أخلاقية التي قد تموّه الحقيقة وتعتري الخاطرة الإنسانية.
- يجب أن يكون شخص مسؤول وشجاع وغير متردد.
- يجب أن يكون شخص أمين، فعدم وجود الأمانة والنزاهة أثناء البحث العلمي وظهور الغش في أخلاق الباحث العلمي شيء مرفوض تماماً.
- القدرة على التركيز والانتباه إلى أي أمر أو حدث يتعلق بموضوع البحث.
- التأهيل المهني والمعرفة الكافية بكل مبادئ وأسس البحث العلمي.
- قدرة الباحث العلمي على الشعور بغيره وفهمهم واحتوائهم بأسلوبو إنساني، وقدرته على بذل كل ما يستطيع من جهد لمد يد العون لهم سواء كان نفسياً أو اجتماعياَ.
- يتمتع بالرغبة الكاملة بالإنجاز وتحدي كل المعوقات أو الصعوبات التي تقف أمام إتمام عملية البحث.
- الإلمام بكل فرضيات ونظريات البحث العلمي مع إمكانية دراستها وتطبيقها بأسلوب دقيق واحترافي.
ما هي الخطوات الأساسية للبحث العلمي؟
- في الحقيقة يمر البحث بعدة مراحل متسلسلة كما يأتي:
- تحليل مشكلة البحث أو تحديد موضوعه بطريقة واضحة ودقيقة ومفهومة عن طريق الباحث العلمي.
- من الضروري تحديد كافة المفاهيم الرئيسية والمفاهيم الإجرائية والتي تعتبر أساس هيكل البحث.
- تحديد كل الفرضيات المتعلقة بالبحث بواسطة الباحث من حيث الموضوع العلمي بمساعدة العاملين معه في هذا المجال.
- تحديد الفئة التي يتم البحث عنها وحصر المجتمع الذي سوف يتم دراسته من خلال هذا البحث.
- وأخيراً يتم إصدار نتائج التقرير النهائية للبحث العلمي والتي تتضمن كافة الحلول والتوصيات المقترحة والتعليمات اللازمة.
أمتلك الآن الحقيبة التدريبية الاحترافية الجاهزة مناهج البحث العلميالتي تحتوي على كافة المرفقات التدريبية وبتصميم احترافي مميز. للاطلاع على مضمون الحقيبة التدريبية وكافة المعلومات اضفط على حقيبة مناهج البحث العلمي
خصائص البحث العلمي:
- إن البحث العلمي هو أسلوب منظم يسعى وراء الكشف عن الحقائق بغية وضع الحلول التي تخدم العلم بصفة عامة والمجتمع والأفراد بشكل خاص، وذلك عن طريق مناهج مدروسة مبينة وفق أسس وأساليب البحث العلمي.
- يتميز البحث العلمي بكونه عملية منطقية واقعية، إذ أن الباحث يتبع في بحثه المناهج الواقعية والاستقرائية والاستنتاجية، وذلك عن طريق آلية التجريب لأن البحث العلمي أساسه أرض الواقع إذ أنه ينبع منها وينتهي إليها عبر عمليات التنفيذ ووضع الحلول وتطبيق النتائج.
- لا شك أن البحث العلمي آلية موثوقة ومضمونة ويتم تكرارها إلى أن تفي بالغرض الأساسي من البحث وهو الوصول إلى الحقائق التامة البعيدة كل البعد عن النقص أو الغلط أو التزوير.
- ومن أهم خصائص البحث العلمي أنه أسلوب بشري منظم يهدف إلى إثراء العلوم والمعارف الإنسانية.
ما هي أنواع البحث العلمي؟
في الواقع تختلف أنواع البحث العلمي باختلاف التصنيفات كما يلي:
أنواعه بحسب الهدف منه:
- البحوث النظرية: والهدف الأساسي من هذه الأبحاث هو فهم موضوع أو مشكلة ما، ومن ثم وضع النظريات والمسلمات والقوانين بغض النظر فيما إذا كانت سوف تُطبّق أم لا.
- البحوث التجريبية: وهي تهدف إلى تطبيق نظريات وقوانين معروفة بهدف التأكد من صحتها، وهذا النوع يستخدم لتطوير أساليب العمل في مجال ما.
أنواعه بحسب المنهج المستخدم:
- البحث الذي يستخدم المنهج الوصفي: وهذا النوع من البحوث العلمية يكون على صلة بالعلوم الاجتماعية والتي تتطلب توصيف ظاهرة أو حادثة ما، وبعدها جمع الحقائق، ثم وضع التقارير والنتائج النهائية والتي بناءً عليها يؤخذ القرار المناسب.
- البحث الذي يستخدم المنهج التاريخي: وهذا النوع يهدف إلى دراسة الأحداث التاريخية المتعلقة بمشكلة البحث والتي هي موضوع دراسة البحث، ومن ثم تحليلها وتفسيرها، لكي يستخدم ذلك في تعميم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل.
- البحث الذي يستخدم المنهج التجريبي: وهذا النوع يقوم على أساس الملاحظة والتجريب ومن ثم وضع الفرضيات العلمية والتحقق من مدى صحتها.
- البحث الذي يستخدم المنهج الاستقرائي: يتميز هذا النوع بتحليل المشكلة بشكل دقيق والنظر في أبعادها، ويستخدم عادةً في الأبحاث المتعلقة بالعلوم الفيزيائية أو الرياضية.
أنواع البحث بحسب المستوى الدراسي:
- البحث العلمي: وهذا النوع يهتم بدراسة الفيزياء والكيمياء والفلك والرياضيات ويساعد في تحقيق نهضة شاملة.
- البحث الاجتماعي: يهتم هذا البحث بدراسة علم الاجتماع والنفس والفلسفة.
- البحث الاقتصادي: أما هذا النوع فيتعلق بالتطوير الإداري والاقتصادي، وبكافة فروع الأعمال والمال.
- البحث الجغرافي: وهو من أحد أنواع البحث العلمي الذي يهتم بدراسة طبيعة تغير المناخ والبحار والتضاريس والمحيطات.
وفي الختام، علينا أن ندرك أهمية البحث العلمي إذ أنه اليوم أمل الشعوب والأجيال القادمة الحالمة بواقع أفضل ومجتمع حضاري متمتع بمستوى عالي من الراحة والرفاهية، فلا ريب أن المعيار الأساسي لتحضر الأمم يجب أن يقاس بمدى اهتمام هذه الأمم بكل مناهج البحث العلمي، وكل الدراسات التي أجريت حول ذلك تؤكد أن أغلب الدول المتطورة تقدمها متناسب بشكل طردي مع تطورات البحث العلمي الهادف إلى البحث العميق في أصول المشكلات وتفسيرها ووضع الحلول المناسبة لها، وبالتالي إن المجتمع الخالي من المشاكل هو مجتمع راقي ومتحضر بلا أدنى شك.
يمكنكم متابعتنا عبر حساباتنا على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل متابعة كل جديد