يرغب الكثيرين بمعرفة المقصود بمفهوم التعلم الذاتي، وخاصة بعد أن أصبح هذا المصطلح يتداول بكثرة في السنوات الأخيرة، وانطلاقاً من أن العثور على فرصة عمل جيدة ومناسبة وتجلب للفرد دخلاً مقبولاً لم يعد أمراً سهلاً، فقد عمد الكثيرين من الطلاب إلى تعليم أنفسهم بأنفسهم أي بشكل ذاتي وخارج نطاق التعليم الرسمي ، بما يعزز لهم قدراتهم، وكذلك يساعدهم على اكتساب مهارات جديدة، فإذا كنت من الراغبين بالالتحق بركب أولئك الأشخاص، تابع معنا سطور مقالنا التالية لتفهم معنى التعلم الذاتي وتطلع على كل ما متعلق به.
جدول المحتويات
التعلم الذاتي، لا يمكن اعتباره بديلاً عن عملية التعليم الرسمية أو عن الدورات التعليمية، بل يمكنه أن يكون تكميلاً لتلك العملية وتعزيزاً لعملية التعليم المكتسبة بالطريقة التقليدية، كما يمكنه أن يساعد الأفراد في تحقيق نجاحهم في الحياة والعمل، ويمكنهم أيضاً من تطوير المهارات والمعارف لديهم بما يساعدهم في تحقيق أهدافهم.
أكاديمية ترينبروج الأمريكية متخصصة بإعداد وتصميم الحقائب التدريبية الاحترافية الجاهزة والجديدة حسب الطلب وبمرفقات متكاملة. للتعرف على المزيد من الميزات والخدمات والعروض التي نقدمها اضغط على الحقائب التدريبية الاحترافية
ما المقصود بالتعلّم الذاتي؟
يشير مفهوم التعلم الذاتي بشكل عام إلى ابتعاد الشخص عن إطار التعليم الرسمي مثل المدرسة أو على سبيل المثال الكلية، بكل ما يحويه من امتحانات ومناهج، وكذلك قيامه بتعليم نفسه بشكلاً مستقلاً وبالاعتماد على مجموعة من المصادر المختلفة، ومن ثم تعلمه طريقة تحفيز ذاته ومن ثم تدريبها على عمليات الانضباط والتفاني ، وبالتالي يتمكن الفرد من تحسين قدراته ومهاراته بكل سهولة.
كما أن التعلم الذاتي يعتبر عملية تعليم مستقلة بدون الرجوع إلى أي معلم أو مُرشد وما إلى ذلك أي يمكن تعريفها بأنها القدرة على الاستفادة من بعض المصادر المختلفة بهدف تحسين المعرفة والمهارات، وبعد ذلك تطويرها بشكل مستمر من دون الحاجة دليل أو معلم.
ومن الممكن أن يعتمد الأفراد على عملية التعلم الذاتي في عدة مجالات مختلفة، بما فيها الحياة الشخصية والعمل والتعليم، وكل ذلك يتحقق عن طريق استخدام بعض المصادر المتاحة سواء المسموعة أو المقروءة أو ربما المرئية.
ما هو دور التكنولوجيا في تحسين عملية التعلم الذاتي؟
في الواقع تجدُر الإشارة إلى أن كافة التطورات التكنولوجية التي تحدث في الوقت الحالي وبشكل خاص الإنترنت ، ساعدت في تسهيل تطبيق التعلم الذاتي، وذلك لأنّ الإنترنت أو الهواتف الذكية وكذلك التطبيقات التعليمية، قد أتاحت لأي فرد من أفراد المجتمع ويرغب بتعلم موضوع جديد أو بتطوير قدراته أو على سبيل المثال اكتساب مهارة جديدة، إمكانية تحقيق ذلك .
وذلك لأن الإنترنت أصبح يوفر له كمية هائلة من المعلومات ويمكن الوصول إليها متى أراد وفي أي وقت كان ، ومع توفير الأدوات التي يتم تعيينها على تطوير واكتساب المزيد من المهارات، فضلاً عما توفره هذه العملية من حرية لاختيار الفرد ما يريد تعلّمه ومتى يريد ذلك.
ما هي مهارات التعلم الذاتي؟
1- مهارة التخطيط
في الحقيقة لا يمكن أن تكون عملية التعلم الذاتي مجدية دون امتلاك المتعلم لمهارة التخطيط، وذلك لأنها الخطة التي يسير عليها الفرد بشكل مدروس ومنظم طيلة مشواره في رحلة التعلم لكي يحقق جميع أهدافه .
ولا بد من أن يضع الفرد خطته قبل أن يبدأ بتعليم ذاته ، وتتضمن هذه الخطة جميع الأهداف التي يسعى المتعلم لتحقيقها، والتي يجب أن تكون قابلة للتحقيق، والتخطيط لهذه العملية يحتاج لدرجة كبيرة من الدقة المتناهية في تنفيذ الخطوات على أكمل وجه بدءاً من أول مراحلها، حتى الهدف المُراد تحقيقه.
2- مهارة التفكير النقدي
تُعتبر مهارة التفكير النقدي، من أكثر المهارات أهمية ، وتعني هذه المهارة بعدم تصديق كل ما يتم قراءته بشكل مطلق ، بل أنه يجب التأكد من صحته قبل التسليم به.
ويمكن القول بأن مهارة التفكير النقدي تعتبر الحد الفاصل ما بين التعلم التقليدي وعملية التعلم الذاتي، فالفرد خلال دراسته في الجامعة أو المدرسة تمر عليه المعلومات ويحفظها بشكل جيد بدون أن يضطر للبحث عنها، على عكس عملية التعلم الذاتي والتي تعني أنه يجب ألا يصدق المتعلم كل ما يقرأ، بل عليه أن يتأكد من مدى صحته ومصداقيته.
3- مهارة التسجيل
لا يمكن للمتعلم تحقيق النجاح في بدون اكتساب مهارة التسجيل، وذلك لأنه خلالها يحتاج لتسجيل كافة الملاحظات ، وذلك لكي تسهل عليه عملية الرجوع إلى جميع المعلومات المدونة بشكل مسبق والتأكد من صحتها.
أما بالنسبة لما يدونه المتعلم خلال تعليمه ذاتياً، فهو يبدأ بالخطة التي يقوم بوضعها في بداية الرحلة ،والتي يمكنه أن يعود إليها متى يشاء.
4- مهارة التقييم
تُصنف هذه المهارة على أنها واحدة من أهم المهارات لتحقيق عملية التعلم الذاتي، حيث تتجلى أهميتها بكونها تحدد أهداف المتعلم من عملية تعليمه لذاته، وبعد الانتهاء من تلك العملية يمكن للمتعلم تحديد ما الذي حققه من هذه العملية، إضافة إلى فائدتها في تحديد ماذا يريد أن يتعلمه الفرد بعد ذلك.
تحتوي الحقيبة التدريبية الخاصة بأكاديمية ترينبروج الأمريكية على 7 ملفات يحتاج لها المدربين والمراكز التدريبية لتنفيذ العملية التدريبية، يمكنك تحميل نموذج للحقيبة التدريبية الاحترافية والاطلاع على محتواها
أنماط التعلم الذاتي :
في الواقع أنواع التعليم الذاتي كثيرة ومتعددة حيث يتضمن هذا النوع العديد من الأنماط، ويعتمد الشخص إما على نمط واحد منها أو على أكثر من نمط ويتغير ذلك وفقاً لمدى فعالية النمط له في عملية التعلم، وفيما يلي سنتعرف على هذه الأنماط :
أولاً) – نمط القراءة:
وفي نمط القراءة يتعلم الفرد بشكل ذاتي عن طريق المصادر المقروءة والتي من أهمها المقالات والكتب، سواء كانت تلك المصاد إلكترونية أم تقليدية، فعن طريقها يتمكن من التزود بالمعلومات والمعرفة التي يحتاجها في عملية التعلم في أي مجال كان.
ثانياً) – نمط المشاهدة:
يميل العديد من الأفراد إلى عملية التعلم عن طريق المصادر المرئية على سبيل المثال الأفلام الوثائقية أو الفيديوهات ، نظراً لكونها تتمتع بالوضوح والشفافية في عملية تقديم المعلومة كما أنها تقدم أمثلة واقعية عليها، وبالتالي تساعد في تعزيز الاستيعاب والفهم.
ثالثاً) – نمط الاستماع :
يتعلم الفرد عن طريق الاستماع خلال بعض المصادر المسموعة كالمحاضرات المُسجلة أو الكتب أو مثلاً المقاطع الصوتية ، وهي تعد بمثابة مصادر تتيح له الانتباه والتركيز بشكل أكبر وذلك لأنها تعتمد فقط على الصوت، ولأنه من خلالها يتمكن الفرد من تدوين جميع المعلومات المهمة بالنسبة له للتعلم.
رابعاً) – نمط التجربة:
عن طريق نمط التجربة يخوض الأفراد تجربة في سبيل تعلم بعض الأشياء الجديدة التي لم يتم يفعلها من قبل، وهو يعتبر من أكثر الأنماط فعالية في عملية التعلم الذاتي، وذلك لأنها تتيح للفرد إمكانية تطبيق كل ما تعلمه من خبرات على أرض الواقع ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك التجارب العلمية.
خامساً) – نمط التعاون
يميل الأفراد في هذا النمط إلى التفاعل مع بعضهم ومع الآخرين وكذلك العمل معهم، مما يتيح لهم الاستفادة من المعارف والخبرات وكذلك المهارات والأفكار التي يتملكوها ، وهذا الأمر لا يساهم في التعلم الذاتي فحسب بل يفيد أيضاً في التطور وذلك لأنه يفتح أفاقاً جديدة ومتنوعة لم تمر على المتعلم قبل ذلك.
سادساً) – نمط الممارسة:
يشبه هذا النمط إلى حد كبير نمط التجربة ولكنه يختلف في عملية الممارسة ففي هذا النمط يمكن للفرد تطبيق كل ما تعلمه بشكل متكرر ومنتظم، وذلك بهدف بلوغ أعلى مراحل الإتقان ، وكمثال على ذلك ممارسة اللغة الأجنبية عن طريق د التحدث مع الآخرين بها.
وفي نهاية المطاف، نستنتج أن عملية التعلم الذاتي أصبحت في الوقت الحالي ضرورة ملحّة لا غنى عنها، وذلك لأجل مساعدة الفرد في تطوير ذاته، في ظل اشتداد المنافسة ليلتحق بأفضل الوظائف المستقبلية المُتاحة ضمن سوق العمل.
علاقتك بنفسك ومع الآخرين، ويدخل أيضاً في العديد من جوانب الحياة التي تتأثر به بشكل استثنائي.
يمكنكم متابعتنا عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل متابعة كل جديد