تعد عملية اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس في البحث العلمي جانباً أساسياً وهاماً لكافة المجالات، فهي وسيلة تساعد في فهم ما يرد أن يقيسه الباحث العلمي، لذا يعد الاختبار لأدوات القياس والمقاييس البحثية أمر مهم للغاية لتوفير معلومات قيمة وذات معنى لاتخاذ القرارات ولضمان نجاح عملية القياس بسلامة والحصول على النتائج المطلوبة.
والمقاييس البحثية أو مقاييس البحث العلمي تعد الطريقة الأمثل للحصول على معلومات من الصعب الوصول إليها باستخدام طرق أخرى، وتساهم في تعميم الاستفادة على الصعيد الثقافي والعلمي، وكذلك أدوات القياس فهي أكثر عامل مؤثر في نجاح أو فشل عملية والتي يجب اختيارها بتأني وحذر بما يناسب موضوع الدراسة، لذا سوف نتناول في المقال الحالي طرق اختبار المقاييس البحثية وأدوات الدراسة للحصول على نتائج دقيقة وقيّمة.
ماذا يتطلب إجراء الاختبار للمقاييس البحثية وأدوات الدراسة:
تضم عملية القياس في البحث العلمي استخدام الأرقام وذلك لتمثيل ظاهرة قيد الدراسة، وتعتبر عملية اتصال ما بين النظام النظري والنظام العلمي.
علماً أن النظام العلمي يتكون من العلوم الاجتماعية والطبيعية ودراسات العلوم الإنسانية والإدارية وما إلى ذلك، ولكي يتمكن الباحث من اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس يجب أن يتوفر لديه عليه أن يتبع ما يلي:
- امتلاك قدرة تساعدة على تشكل إجراءات بديلة لعملية القياس.
- تقدير وتقييم مدى كلفة عملية القياس بالمقارنة مع دقة المقياس المستخدم.
- وضع كل ما يتطلبه الباحث من معلومات ضمن تصنيفات خاصة.
- وبناءً على ذلك يمكننا تعريف عملية القياس بأنها إعطاء أرقام لخصائص الأحداث أو الحاجات عن طريق استخدام قوانين خاصة.
أكاديمية ترين بروج الأمريكية تقدم كافة خدمات الدراسات الأكاديمية لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا بتنفيذ مشاريعهم ودراساتهم بأسرع وقت وأفضل جودة يرجى زيارة قسم خدمات الدراسات والبحوث الأكاديمية
طريقة اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس باستخدام مقاييس التشتت:
أولاً) باستخدام الانحراف المعياري:
في الواقع يكون الإنحراف المعياري استخدامه مناسباً حينما تكون البيانات تمثيل مقاييس النسبة أو الفترات.
والانحراف المعياري هو من أكثير مقاييس التشتت الموجودة في البحث العلمي استقراراً، فهو يأخذ في عين الاعتبار كل علامة، والخطوة الأولى في حسابه هو إيجاد البعد بين كل علامة بالنسبة للمتوسط أي طرح قيمة المتوسط من العلامة، وفي حال قمنا بتربيع الفروق ومن ثم جمعهم وتقسيمهم على عددهم نحصل على قيمة التباين فإذا كان التباين قليل فهذا يعني أن العلامات متقاربة، ويطلق على الجذر التربيعي التباين “الإنحراف المعياري”.
ملاحظة: كلما كان الإنحراف المعياري صغير هذا يعني أن العلامات متقاربة والعكس صحيح، وفي حال عرفت المتوسط والانحراف المعياري فهذا يعطي صورة جيدة للتعرف على كيفية توزيع العلامات.
تطبيقات الانحراف المعياري:
إن الانحراف المعياري يستخدم في القياس للعديد من المجالات مثل:
قياس الطقس والتنبؤ بدرجات الحرارة:
يتم رصد أحوال الطقس على مدار السنوات، ومن خلال معلومات الطقس في السنوات القديمة يمكن التنبؤ بحال الطقس لكل مدة زمنية معينة، وهذه البيانات تخضع لعدة اختبارات أهمها الانحراف المعياري وذلك لمعرفة مدى اقترابها من متوسط البيانات للسنوات السابقة.
الاستثمار والتمويل:
يعتبر الانحراف المعياري مقياس لاختبار المخاطر التي ترتبط بتقلبات الأسعار، ولهذا السبب فإنه يفيد في التنبؤ بالخسائر المتوقعة لاستثمار معين أو الأرباح.
ثانياً) – باستخدام النسبة المئوية:
تشير الرتبة أو النسبة المئوية إلى العلامة المئوية التي تقع العلامات ضمنها دون أو فوق علامة معينة، ومع هذا إنّ استخدام النسبة المئوية أو الرتبة المئينية قليل إلى حد ما في قياس البحث العلمي، ولكنها تستخدم في المدارس وذلك لإعطاء تقارير دقيقة عن نتائج الاختبارات.
ثالثاً) – باستخدام العلامة Z
تعتبر العلامة Z من أهم العلامات المعيارية، فهي تعبر عن بعد علامة معينة عن المتوسط وعلى شكل وحدة انحراف معياري، والفائدة التي نحققها من خلالها هي مقارنة نتائج الامتحان والمشكلة البارزة في استخدامها للقياس في البحث العلمي هي أنها تضم أرقاماً سلبية وكذلك كسور، وللتخلص من هذه المشكلة نستخدم العلامة التائية.
رابعاَ) – باستخدام العلامة التائية
وهي نفس العلامة Z ولكنها محوّلة، وبهذه الحالة يتم ضرب العلامة Z بعشرة ومن ثم يضاف لها خمسة.
خامساً) – باستخدام مقاييس الارتباط
يعتبر مقياس بيرسون من أكثر أساليب اختبار المقاييس البحثية وأدوات الدراسة استخداماً، وذلك لأنه الأكثر ملائمة لإيجاد الارتباط ما بين المتغيرات في البحث العلمي.
طريقة اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس عن طريق مقاييس الصدق والثبات وصحة الدراسات:
تضم هذه المقاييس:
- الموثوقية.
- اختبارات الصدق.
- التطبيق العملي.
وينبغي أن تفي مقاييس البحث العلمي بالصلاحية والموثوقية وكذلك التطبيق العملي، وفي الحقيقية ينبغي استخدام هذه الإعتبارات لاختبار المقاييس البحثية، حيث تشير الصلاحية أو الصدق إلى أي مدى يقيس الاختبار ما يرغب الباحث بالفعل قياسه.
وترتبط الموثوقية بدقة إجراء القياس، وتتعلق العملية بعدة عوامل منها الراحة والتوفير وقابلية التفسير، وهنا سوف نتطرق إلى اعتبارات اختبار المقاييس البحثية الثلاثة:
أولاً) – اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس عن طريق المقاييس المتعلقة بالموثوقية
أو ما يسمى اختبار الثبات، وهو نوع من اختبار المقاييس البحثية، وفي الواقع يعد جهاز القياس موثوقاً إذا كان يوفر نتيجة متسقة.
يساهم جهاز القياس الموثوق إلى حد كبير في الصلاحية، علماً أنه ليس من الضروري أن يكون الجهاز أو الأداة الموثوقة جهازاً صالحاً، فعلى سبيل المثال، المقياس الذي يزيد الأوزان تلقائياً بمقدار خمسة كيلوغرامات على الأقل هو مقياساً موثوقاً، ولكنه ليس صالحاً لأنه يزيد الأوزان تلقائياً، ولا يمكن الاعتماد عليه، وبالتالي إن الموثوقية لا تعادل قيمة الصلاحية، ولكن من السهل تقييم الموثوقية بالمقارنة مع الصلاحية.
ففي حال تم استيفاء الجودة للموثوقية عبر أداة ما، فحينها يكون الباحث على ثقة بأن العوامل الظرفية والمؤقتة لا تتدخل.
وهناك جانبان مهمان الموثوقية هما التكافؤ والاستقرار وهما يستحقان إشارات خاصة.
طرق تحسين الموثوقية:
يمكن تحسين هذه النوع من أنواع الاختبار للمقاييس البحثية بطريقتين هما:
عن طريق توحيد الظروف والعوامل الخارجية التي يتم القياس فيها، فينبغي أن نضمن إلى حد ما تقليل مصدر الاختلاف الخارجي مثل التعب والملل وما إلى ذلك، وهذا سوف يؤدي إلى تحسين جانب من جوانب الموثوقية وهو جانب الاستقرار.
عبر توجيهات وإرشارات مصممة بعناية عالية للقياس مع التأكد مع عدم وجود أي خلاف من مجموعة لأخرى، وباستخدام أشخاص خبراء في هذا المجال، أو عبر توسيع العينة المستخدمة، وهذا سوف يؤدي إلى تحسين الجانب الثاني من جوانب الموثوقية وهو جانب التكافؤ.
ثانياً) – اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس عن طريق المقاييس البحثية بالصلاحية
أو ما يسمى اختبار الصدق، في الواقع إن الصدق هو من أكثر المعايير أهمية فهو يشير إلى أي درجة قاست الأداة ما يجب أن تقيسه، ويمكن اعتبار الصلاحية فائدة مهمة.
بمعنى آخر إنّ الصلاحية هي المدى الذي تظهر فيه الاختلافات المتواجدة ضمن أداة القياس الاختلافات الحقيقية والملوسة بين تلك التي يتم إجراء الاختبار عليها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف للمرء أن يقرر الصدق بدون تأكيد للمعرفة؟ وهذا السؤال قد تكون الإجابة عليه أنه يجب البحث عن أدلة ثانية ذات صلة بحيث تؤكد الإجابات التي حصلنا عليها عن طريق أداة القياس المخصصة لنا.
أنواع الصدق في اختبار المقاييس البحثية:
تعتمد الدلالة على الصدق في الغالب على حكم الباحث وطبيعة المشكلة، ولكن يمكن أن يفكر المرء في هذا الصدد بثلاثة أنواع للصدق وهي:
صلاحية أو صدق محتوى، صدق مرتبط بالمعيار، بناء الصدق والصلاحية، وفيما يلي سوف نذكرهم بالتفصيل:
صدق أو صلاحية المحتوى:
وهو المدى الذي تؤمن خلاله الأداة تغطية شاملة للظاهرة قيد الدراسة.
فإذا احتوت أداة القياس على عينة تمثّل الكون فهنا تعتبر صلاحية المحتوى مقبولة، وتحديد هذا النوع بديهي وقضائي، فيمكن تحديده إما بتعيين لجنة أشخاص خبراء يحكمون على قدر توافق الأداة مع المعايير ولكنه لا يوجد طريقة رقمية تفيد بالتعبير عنها.
الصلاحية المرتبطة بالمعايير:
وهذا النوع من تقييم الصلاحية لاختبار المقاييس البحثية متعلق إلى حد كبير بقدرتنا على التنبؤ بالنتائج أو تقدير الظروف الحالية.
وهذا الشكل من الصلاحية يعكس نجاح المقياس المستخدم بالنسبة لبعض الأغراض التجريبية.
بناء الصلاحية أو الصدق:
وهذا النوع هو الأكثر تجريداً وتعقيداَ، حيث يتم تقييم المقياس أنه يملك صلاحية بناءً على درجة التأكيد على الارتباط المتوقع بالنسبة للفرضيات النظرية الأخرى.
وبناء الصلاحية أو صدق البناء هو إمكانية حساب درجات الاختبار عبر التركيب التفسيري لنظرية سليمة.
حتى يتم تحديد صدق أو صلاحية الإنشاء ينبغي ربط مجموعة معينة من الاقتراحات المرتبطة بنتائج حاصلين عليها من استخدام أداة القياس المخصصة لنا.
ثالثاً) – اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس عن طريق التطبيق العملي
يمكننا الحكم على التطبيق العلمي للقياس من حيث الاقتصاد وقابلية التفسير.
من وجهة نظر تشغيلية، ينبغي أن يكون المقياس عملي وكذلك أداة القياس أي أن يكونا اقتصاديين وقابلين للتفسير.
تشير التوقعات الاقتصادية إلى أنه يوجد حاجة للمفاضلة ما بين المشروع المثالي والمشروع الذي يمكن أن تقبله الميزانية.
إن طول الأداة الخاصة بالقياس يعد مجال مهم للشعور بالضغط الاقتصادي بشكل سريع،
وبالرغم من أنه دليل على الموثوقية العالية ولكن لأجل تحديد وقت المراقبة والمقابلة، يجب أخذ عناصر قليلة للدراسة، وبالمثل إن طريقة جمع البيانات المستخدمة تعتمد أحياناً على العوامل الاقتصادية أيضاً.
إنّ اختبار الملائمة يقترح أن الأداة ينبغي أن يكون من السهل إدارتها، ولهذا السبب يتعين على المرء أن يعطي اهتمام للتخطيط المناسب قبل اختبار أداة القياس.
احصل على مشورة من خبراء متخصصين في استخدام برامج التحليل الإحصائي لتجد أفضل طريقة لإعداد بحثك ، أكاديمية ترين بروج تقدم لك كافة خدمات التحليل الإحصائي، تواصل معنا الآن.
الخاتمة:
وهكذا نكون قد وصلنا معكم إلى ختام مقالنا عن طرق اختبار المقاييس البحثية، وتطرقنا في هذا المقال للحديث إلى طرق اختبار المقاييس عن طريق الحسابات والأرقام، وذكرنا مقاييس التشتت مثل الانحراف المعياري والنسبة المئوية والعلامة Z والعلامة التائية، وغيرها وأيضاً ذكرنا طرق اختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس عن طريق مقاييس الصدق مثل الصلاحية والموثوقية واختبار المقاييس البحثية وأدوات القياس عن طريق التطبيق العملي، وكل ذلك لكي تتم عملية القياس بشكل ناجح وبدون التعرض لمشاكل وأخطاء وتعطي نتائج صحيحة ومفيدة.
يمكنكم متابعتنا عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل متابعة كل جديد