تستخدم أدوات الدراسة في البحث العلمي لجمع المعلومات والبيانات التي تساعد في شرح محاور موضوع قيد الدراسة، ويبدأ الأمر بانتقاء عينة دراسية معينة تمثّل المجتمع ككل، مع ضرورة العودة إلى مراجع ومصادر متعلقة بموضوع البحث، ومن ثم إجراء دراسة عليها لاستخراج المعلومات اللازمة.
جدول المحتويات
يمكن تعريف أدوات الدراسة في البحث العلمي على أنها: “الطريقة التي يتم خلالها جمع البيانات والمعلومات المرتبطة بالبحث، والتي تساعد في تحليل ودراسة المشكلة ثم التوصّل إلى نتائج دقيقة”.
وفي هذا المقال سوف نستعرض كافة التفاصيل عن أدوات الدراسة في البحث العلمي والتي يشيع استخدامها في معظم المناهج العلمية، لذا تابعوا معنا.
أهمية أدوات الدراسة في البحث العلمي:
- توفّر أدوات الدراسة معلومات جديدة يمكن الباحث من خلالها أخذ القرار المناسب بما يخص فرضيات البحث أو التساؤلات المصاغة.
- إثراء البحث وتوضيح العديد من الأمور الغامضة، علماً أن المعلومات التي يكتسبها الباحث عبر أدوات الدراسة هي أكثر جدوى من أي طريقة أخرى للحصول على معلومات.
- تساعد في تحصيل بيانات تقنع القرّاء، وتعمل على تقديم فائدة معرفية لجميع الباحثين الراغبين بإعداد بحث مستقبلي متعلق بالبحث الحالي.
- تتمثل أهمية أدوات الدراسة في البحث العلمي بإمكانيتها في مساعدة الباحثين على مشاكلهم، وذاك عبر اطلاعهم على نتيجة البحث النهائية من خلال اعتبارهم شركاء بإعداد البحث.
أكاديمية ترينبروج الأمريكية متخصصة بإعداد وتصميم الحقائب التدريبية الاحترافية الجاهزة والجديدة حسب الطلب وبمرفقات متكاملة. للتعرف على المزيد من الميزات والخدمات والعروض التي نقدمها اضغط على الحقائب التدريبية الاحترافية
أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي:
أولاً) – الاستبيان
في الواقع يأتي الاستبيان في المرتبة الأولى من بين أهم أدوات الدراسة فهو الأكثر شيوعاً بينهم، ويعرف بتسميات أخرى كالاستقصاء والاستبانة، وبحسب ما وجدنا في بعض الكتب يفإنّ العالم “فرانسيس كالتون” هو أول المستخدمين للاستبيانات كأداة دراسة في الأبحاث العلمية.
تعريف الاستبيان:
يعرف الاستقصاء أو الاستبيان بأنه عدد من الأسئلة البحثية والمرتبة بشكل معينة، هدفها الأساسي هو جمع آراء مجموعة أفراد يمثلون المجتمع ككل حول قضية أو موضوع معين، والتعرّف على سماتهم وخصائصهم.
تصنيفات الاستبيانات:
يمكن تصنيف هذه الأداة من أدوات الدراسة في البحث العلمي من حيث نوع الأسئلة التي تضمها إلى ثلاثة أقسام، كالتالي:
الاستبيان المفتوح:
ويحوي هذا النوع على مجموعة أسئلة ليس من الضروري أن يوجد لها إجابات، فيطرحها الباحث ويترك الحرية مفتوحة أمام المبحوثين لإبداء رأيهم، وهذا النوع من الاستبيان مهم جداً أثناء الحاجة لجمع معلومات قيمة ودقيقة.
مثال على أسئلة الاستبيان المفتوح:
كيف يمكن استخدام شبكة الانترنت؟ ماذا تتوقع أن يحدث فيما لو لا يوجد إنترنت؟
الاستبيان المغلق:
وهذا النوع من الاستبيان يشمل أسئلة تحدد بأجوبة مختصرة للغاية، وذلك ليختار المبحوثون منها كل ما يرونه مناسب بما يتعلق بأرائهم، ومثال عليها:
هل توفق على تخصيص قطارات لكبار السن؟
والإجابة على هذه النوع تكون إما نعم أو لا.
هل ترشد من استهلاك المياه بشكل يومي؟
نعم أو لا.
الاستبيان المغلق المفتوح:
وهذا النوع من الاستبيان الذي يعد أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي يشمل النوعين من الاستبيانات المفتوح والمغلق أي يضم أسئلة محددة بإجابات، وأخرى مفتوحة أي يترك للباحث حرية طرح رأيه، فهناك معلومات بحاجة لاستفاضة بشرحها من حيث المفحوصين هنا يمكن أن تصاغ بطريقة مفتوحة، ومعلومات أخرى ليست بحاجة إلى جواب تفصيلي وشرح مطوّل فتصاغ بشكل مغلق.
خطوات استخدام الاستبيان وتصميمه:
- أولاً وقبل كل شي يفكر الباحث بطبيعة الأسئلة التي سوف يشملها الاستبيان.
- ثم يقوم بترتبيها ويضع بحسبانه ضرورة وجود أسئلة لاختبار المصداقية، أي يصيغ أسئلة لها ذات الغرض، ولكن يطرحها بأسلوب مختلف من الناحية الكتابية، مع أخذ بعين الاعتبار أن تكون الأسئلة سهلة وبسيطة ومختصرة أيضاً، وذلك لكي يفهمها المبحوثين بدون عناء.
- بعد إكمال تصميم النموذج الخاص بالاستبيان والذي يعد من أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي، ينبغي أن يقوم الباحث باختبار هذا النموذج على عينة من الأفراد.
- ثم في حال تأكد من جودة نتائج النموذج ويكتشف ذلك من خلال أجوبة العينة، عندها يطرح النموذج على كافة أفراد العينة، أما في حال وجد سلبيات فيجب تعديل نموذج الاستبيان، وبعد ذلك طرحه مجدداً على العينة ثم على أفراد المجتمع ككل.
- بعد ذلك على الباحث أم يقوم بعملية تبويب وتصنيف البيانات.
- وأخيراً يجب أن يستخدم أدوات التحليل الإحصائي لتخليص النتائج النهائية على شكل تقرير منظم ومرتب.
مزايا الاستبيان:
- يعتبر الاستبيان من أبرز وأهم أدوات الدراسة في البحث العلمي والأكثر شيوعاً نظراً للاقتصادية التي يتمتع بها مقارنةً بأدوات الدراسة الأخرى.
- يتسم الاستبيان بالبساطة في الإعداد، ويوفّر جو من الحرية في الإجابة والتعبير للمبحوثين لإجابتهم على الأسئلة بدون أي إملاءات أو ضغوط خارجية.
- لا يتطلب توجيه إلى مكان إقامة المبحوثين، فيمكن إرسال نموذج الاستبيان الذي يحتوي على مجموعة من الأسئلة المفتوحة والمغلقة عبر شبكة الإنترنت أو البريد الإلكتروني.
عيوب الاستبيان:
بالرغم من أن مزايا الاستبيان كثيرة ومتعددة وبأنه أهم أداة من أدوات الدراسة في البحث العلمي، إلا أنه لا يخلو الأمر من وجود بعض العيوب التي تشوبه كالحاجة لمتابعة نموذج الاستبيان الذي تم طرحه، وقلة الموثوقية والصدق في إجابات المبحوثين.
ثانياً) – المقابلة
وهي الأداة الثانية من أدوات الدراسة في البحث العلمي، والتي يتم خلالها جمع البيانات والمعلومات مع إمكانية الإطلاع على انفعالات المفحوصين خلال الإدلاء بآرائهم.
تعريف المقابلة:
وهي عبارة عن لقاء يتم ما بين الباحث وعدد من المفحوصين، حيث يدور حوار بينهم عن طريق طرح الباحث لبعض الأسئلة ليتم الإجابة عليها من قبل المستجيبين، علماً أن هذه المقابلة تسجل بكل دقة.
ملاحظة:
يمكن للباحث أن يستخدم أدوات إلكترونية لغرض التسجيل، كبديل عن طريقة التسجيل الكتابية والتي تضيع الوقت وتقلل من التركيز أثناء طرح الأسئلة.
مزايا المقابلة:
في الواقع إنّ هذه النوع من أدوات الدراسة في البحث العلمي له العديد من المزايا، من أهمها:
- تعتبر طريقة سهلة عندما يتم إجراء المقابلة مع مفحوصين ليسوا مؤهلين علمياً، فبطريقة الاستبيان يصعب على هؤلاء الأشخاص فهم الأسئلة بينما في هذه الطريقة من السهل جداً فهم الأسئلة والإجابة عليها بطريقة مريحة.
- يمكن من خلال هذه الأداة تحقيق نسبة مئة بالمئة من مطالعة الرأي، على عكس أداة الاستبانة والتي لا تمكن الباحث من جميع كافة الاستبيانات.
عيوب المقابلة:
- تتطلب هذه الأداة جهداً كبيراً وذلك لضرورة وجود الباحث بشكل شخصي وإجراء حوار مع المبحوثين، علماً أنّ أماكن تواجدهم قد تكون متفرقة.
- يحتاج للمزيد من النفقات المالية لتحقيق جمع البيانات والمعلومات كاملةً.
تصنيفات المقابلة:
تصنّف هذه الأداة من أدوات الدراسة في البحث العلمي على ثلاثة أسس كالتالي:
تصنيفها على أساس نوعية الأسئلة المطروحة من قبل الباحث:
- أسئلة مفتوحة.
- أسئلى مغلقة.
- أسئلة مفتوحة ومغلقة بآنٍ واحد.
تصنيفها على أساس عدد الأشخاص المبحوثين:
- مقابلة فردية.
- مقابلة جماعية.
تصنيفها على أساس مواجهة الباحث للمبحوثين:
- مقابلة مباشرة أي وجهاً لوجه.
- مقابلة عن بعد أي عبر الهاتف أو شبكة الإنترنت.
احصل على أداة دراسة مقننة وعالية الصدق والثبات ومصممة وفق أعلى معايير الجودة وتحت إشراف خبراء مختصين في هذا المجال. أكاديمية ترين بروج الأمريكية توفر لك ذلك، تواصل معنا الآن.
ثالثاً) – الملاحظة
تعتمد هذه الأداة من أدوات الدراسة في البحث العلمي بشكل عام على قدرة الباحث الشخصية، وبالرغم من أنها تتطلب الكثير من الجهد والوقت والإعداد المسبق، لكنها تتميز بأن نتائجها دقيقة وموثوقة.
تعريف الملاحظة:
وهي مشاهدة دقيقة للمشكلة أو الظاهرة بحالتها الطبيعية، ومن ثم التعبير عنها كمياً أو نوعياً، وهذه الأداة تستخدم عادةً في البحث الوصفي.
مزايا الملاحظة:
- تساعد في التعرف على تصرفات وأفعال المفحوصين، وانفعالاتهم الطبيعية، مما يساعد في التوصل إلى النتائج المرجوة من الباحث.
- يمكن استخدام هذه الأداة في البحوث المرتبطة بالعلوم الطبيعية.
عيوب الملاحظة:
- تتطلب تكلفة مادية وجهد كبير يجب أن يبذله الباحث ليجمع المعلومات.
- يوجد احتمال أن يتصرف المبحوثين بصورة مغايرة لطبعهم أمام الباحث.
- تحتاج الملاحظة إلى خبرة وتدريب كثيراً.
تصنيفات الملاحظة:
الملاحظة البسيطة:
وهذا النوع من الملاحظة غير مسبق الإعداد ويستهدف المبحوث للحوصل على معلومة مبدئية بحيث يستطيع خلالها أن يجد محاور الدراسة التفصيلية.
الملاحظة من خلال المشاركة:
يقوم الباحث فيها بالاندماج وسط جماعة من المبحوثين بدون أن يشعرهم بذلك، مثل أن يدخلهم إلى مصحة أو دور رعاية أو سجن وما إلى ذلك، ومن بعدها يقوم بتسجيل الملاحظات.
الملاحظة من دون المشاركة:
وفي هذه النوع يشاهد الباحث عن بعد عن طريق أجهزة مراقبة أو من أي مكان بعيد لا يراه خلاله المبحوثون.
ما هي أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي؟
رابعاً) – الاختبارات
تعتبر الاختبارات من أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي، فيتم خلالها التعرّف على خصائص وسمات الأفراد المبحوثين، ويمكن أن يصمم هذه الاختبارات باحثون متخصصون في البحث العلمي، ويجب أن يتصف الاختبار بالصدق ويحقق الفائدة المرجوة بنتائج صحيحة ومؤكدة، بحيث يظهر نفس النتيجة عند إجراء الاختبار لأكثر من مرة للعينة ذاتها.
الخاتمة:
وهكذا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية مقالنا عن أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي، وتعرّفنا معكم على أربع أدوات للدراسة وهم الاستبيان والمقابلة والملاحظة والاختبار، وتعرفنا أيضاً على مزايا وعيوب كل منهم، وعلى تصنيفات كل أداة من هذه الأدوات.
إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى الختام نرجو أن تكونوا نلتم قدر جيد من الفائدة ودمتم بخير.
يمكنكم متابعتنا عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل متابعة كل جديد