البديل الثالث لحل نزاعات العمل، لا يوجد أمة على وجه الأرض خالية من النزاع، فلا يمكن أن تسير الحياة بودٍ دائم ولا بد من أن يتخللها الخلافات على موضوع ما. ولكن يختلف الناس بطريق تعاطيهم عند وقوع النزاع، لأن الرصيد التربوي والثقافي يختلف من شخص لآخر، وهذا بدوره يخلّف آثاراً حول كيفية إدارة النزاعات والبحث عن حل مناسب، ولللنزاع عدة أنواع ومستويات، وأحدها هي النزاع أثناء العمل مع شخصيات وأشخاص ووجهات نظر متغايرة، ولا بد من أن يتم حل النزاع بأي وسيلة ممكن، وهنا في هذا المقال سوف نتحدث عن أحد أهم سبل حل النزاع أثناء العمل، وسنتعرف على البديل الثالث لحل صراعات العمل، لذا تابعوا معنا.
مفهوم نزاعات العمل:
النزاع هو أحد مظاهر تأزم العلاقات وانسداد السبل المتاحة للحل، وهو صدام ممتد وصراع اجتماعي يحصل ما بين طرفين أما أفراد أو جماعات أو مجتمعات، وتختلف أسباب الصراع لكنها في الغالب تكون على موضوع أساسي، مثل الصراعات التي تحدث في العمل أو على تأمين احتياجات الإنسان الأساسية.
وعرّفت المحكمة الدولية النزاع بأنه عدم الوفاق في موضوع من الواقع أو القانون ما بين طرفين، وكذلك هو تعارض في الدعاوي أو المصالح القانونية، وعلى الرغم من الآثار المترتبة على النزاعات إلا أنه قد يكون إيجابي نوعاً ما، لأنها تؤدي إلى التطور والحركة في حال كانت مبنية على قيم ومبادئ معينة.
فالمجتمع يضم فئتين متنقاضتين وكل فئة تدعو أنماط من القيم والمبادئ مختلفة عن الفئة الأخرى، وهذا يستدعي تحريك المجتمع قدماً نحو الأمام.
أسباب نزاعات العمل:
أبرز الأسباب وراء حدوث النزاعات هي التالي:
- اختلاف بأساليب التواصل الشفوي والفهم وطرق إيصال المعلومات ما بين الموظفين مما يتسبب بسوء التفاهم وبالتالي حدوث النزاعات.
- الثقافات المختلفة ووجهات النظر المتضاربة قد تتسبب بإثارة الحساسية ما بين أفراد طاقم العمل.
- الشعور بعدم التقدير وقلة الاحترام والمعاملة السيئة من قبل المدراء، مما يتسبب بإثارة الفتن والصراعات ما بين العاملين وأرباب عملهم.
- اختلاف الآراء وخصيصاً فيما يتعلق بالمصلحة العامة، على سبيل المثال هنالك عدد من العاملين الشرفاء الذين تهمهم المصلحة العامة ويعملون وفق جملة من المبادئ والقيم، ولكن من جهة أخرى يوجد فئة من الموظفين يقوم عملهم على أساس الطمع والرشوة وكل مبني على حساب المصلحة العامة.
أكاديمية ترينبروج الأمريكية متخصصة بإعداد وتصميم الحقائب التدريبية الاحترافية الجاهزة والجديدة حسب الطلب وبمرفقات متكاملة. للتعرف على المزيد من الميزات والخدمات والعروض التي نقدمها اضغط على الحقائب التدريبية الاحترافية
أنواع نزاعات العمل:
نزاعات العمل الشخصية:
في الواقع إن كل فرد يختلف بطبعه عن الآخر، فعلى سبيل المثال أنا أحب أتحدث كثيراً بينما زميلي يفضل الهدوء أثناء العمل، لكنني لا احترم رغبته وأواصل الثرثرة وهذا قد يقود إلى نشوب نزاعات شخصية في العمل.
نزاعات العمل القيادية:
على الرغم من وجود الكثير من أساليب الإدارة مثل الإدارة الملهمة أو التفصيلية أو المنفتحة على كافة الآراء والعلاقات، إلا أن جميعها قد لا ينسجم مع بعض الفئات، فعلى سبيل المثال إذا تولى أحد الأفراد منصب إداري لكنه كان مساهم فردي لأكثر من خمسة عشر عاماً.
وكان يفضل أن يمتلك مساحة معينة لإنجاز عمله كما يرام، وهو في نهاية اليوم كان ينجح في إنجاز مهامه..
ومع ذلك لا يرغب بالعمل مع مدير يلاحق تحركاته ويبقى على تواصل مع كل المستجدات لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث النزاع بينه وبين مديره المباشر.
نزاعات الاعتماد المتبادل:
هذا النوع من النزاعات يحدث دائماً عندما يتكل شخص على آخر لإنجاز مهامه، فعلى سبيل المثال شخص ما يحضر عرض تقديمي، ويحتاج لبعض المعلومات والأرقام وهو معتمد على زميله لجلب هذه المعلومات.
ولكن حدث أمر ما دفع زميله للتغيب عن إحضار المعلومات واقترب موعد التسليم، هذا الأمر سوف يخلق نزاع بالتأكيد وربما يؤثر على كلا الطرفين.
نزاعات التمييز:
قد يحدث خلافات تفريق وتمييز في مكان العمل، وهي غالباً ما تحدث نتيجة اختلافات عرقية أو دينية أو جنسية أو عمرية وغيرها، ولكن هذا النوع من الصراعات في العمل غالباً ما يصل بسرعة إلى الموارد البشرية، لتفض النزاعات بطريقتها فمعظم الشركات تملك سياسة عدم التهاون مع هذه الأمور.
نزاعات العمل:
يتعلق هذا النوع من الخلافات بأسلوب العمل فردياً كان أو جماعياً، فغالباً ما يحتاج الفرد أثناء العمل إلى الشعور بالراحة ليتصرف بحريته وبدون التقيد برغبة باقي أفراد الفريق، ولكن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر فالبعض يرغب بالعمل بمفرده، والبعض الآخر يفضل العمل ضمن فريق، وهذا يؤدي معظم الأحيان إلى حدوث صراعات أثناء العمل.
ما هو البديل الثالث لحل نزاعات العمل بصفة عامة؟
في الحقيقة إن البديل الثالث لنزاعات العمل هو أسلوب مبتكر من أجل خلق حلول فعلية للمشاكل كافة حتى المستعصي منها، وقد تم وضع عدد من النظريات حول ذلك من بعد جهد كبير بذل في سبيل تفسير وتحليل نظرية البديل الثالث من أجل التأكد من أن نتائج هذا الطريق فعالة ومضمونة في حل الخلافات والنزاعات.
علاوة على ذلك لقد تم تأليف عدد من الكتب الخاصة بشرح البديل الثالث وطرق تطبيقه الفعلية بغية إيجاد الحلول اللازمة للمشاكل المختلفة ومن أهم هذه الكتب هو الكتاب المؤلف من قبل الكاتب الأمريكي المشهور (ستيفن آر كوفي).
ما هو مفهوم التعاون الإبداعي لحل نزاعات العمل؟
في الواقع إن البديل الثالث لحل صراعات العمل قدم جملة من الحلول الممكنة لكل أشكال الخلافات والنزاعات ما بين الأطراف المختلفة فيما بينها من حيث الثقافة والاتجاه السياسي والوضع النفسي وغير ذلك، والحلول كلها مبينة على نماذج التعاون الإبداعي.
إذ أنه قد تم رسم خطة محكمة يتم السير وفقها للوصول إلى حل مؤكد ووفق عدة تصنيفات ونماذج، وفي الحقيقة إن مفهوم التعاون الإبداعي يعتمد على مبدأ الابتعاد عن الأنانية وتجنب تمسك الأطراف بآرائها.
بل يؤكد التعاون الإبداعي على ضرورة نشر الألفة وابتكار آراء مشتركة بين الأطراف لرفع روح التعاضد والتعاون والاشتراكية فيما بينهم.
البديل الثالث لحل نزاعات العمل:
سنذكر خطوات البديل الثالث لحل نزاعات العمل بالترتيب:
تحديد أطراف النزاع:
في البداية يجب تحديد طرفي النزاع المتسببين بحدوث صراع في مجال العمل فلكل خلاف هنالك طرفين أساسيين يجب معرفتهما، والسعي لأن يكون ليس هنالك ما يسمى طريق الفريق الأول أو طريق الفريق الثاني.
أي بمعنى آخر الامتناع عن التفضيل ما بين خيارين (( على سبيل المثال: شركتي تمتلك كزا وكزا أما شركتك فلا تمتلك ذلك، أو بشكل دقيق أكثر نرى موظفين يتشاحنون حول وجهة نظر معينة فيردد أحدهما بكثرة رأيي، دوافعي، وجهة نظري، وغير ذلك من الأمور المتعلقة به فقط)).
ابتكار طرف مشترك لحل نزاعات العمل:
ثم لا بد من خلق طرف ثالث مشترك ما بين الطرفين يسعى لجمع طريقي الطرفين الحاصل بينهما الخلاف، وذلك بغية الإبتعاد عن روح الأنانية وتكرار ألفاظ الملكية الشخصية وهي المسبب الأول لخلق التنافسية والشجار في مجال العمل على وجه الخصوص.
تحقيق مبادئ التعاون الإبداعي:
ثم لا بد من أجل الوصول إلى حل فعلي لتحقيق التعاون الإبداعي أن يسأل كل طرف نفسه (( هل أنا فعلاً أملك الرغبة الصادقة في الوصول إلى حل جذري لهذا الصراع في عملي؟؟ )).
ثم عند التأكد من أن هنالك رغبة حقيقية لكلا الطرفين في فض النزاع، يأتي بعدها دور الاستماع والإنصات لكل طرف بحيث يضع كل منهما نفسه مكان الطرف الآخر ليتمكن من فهمه ومعرفة مبرراته ودوافعه وهذا ما يطلق عليه مصطلح (( العصا الناطقة )).
وهو أسلوب مجرب منذ القدم في حل المشاكل ونزاعات العمل بصورة شاملة، بعد ذلك يتم تصنيف المشكلة وابتكار الحلول اللازمة بناءً على أسسها والأسباب الرئيسية لحدوثها وفق عدة أساليب معتمدة على البديل الثالث لحل نزاعات العمل.
أمتلك الآن الحقيبة التدريبية الاحترافية الجاهزة البديل الثالث لحل نزاعات العملالتي تحتوي على كافة المرفقات التدريبية وبتصميم احترافي مميز، للاطلاع على مضمون الحقيبة التدريبية وكافة المعلومات اضفط على حقيبة البديل الثالث لحل نزاعات العمل
نصائح حول إدارة نزاعات العمل:
أولاً: جدولة وقت ومكان اجتماع مناسبين:
يُطلب من كل طرف معني بالنزاع تخصيص وقت معين للاجتماع والنقاش حول قضية النزاع، ويفضل أن يكون مكان الاجتماع هادئ ومريح بحيث يمكن إجراء المناقشة بدون أي مقاطعة.
ثانياً: الإصغاء بشكل جيد لإدارة نزاعات العمل:
يجب مراعاة وجهة نظر جميع الأطراف فإذا كنت وسيط لفض النزاع قد تساعدك هذه الخطوة في فهم مخاوف النزاع وأوجهه من كلا طرفين.
ثالثاً: الاحتفاء بالنجاح والتقدم:
اعترف بجهود أحد أعضاء النزاع المبذولة بغية تغيير الاستراتيجية أو السلوك، وعندما يتم بلوغ الأهداف المرجوة نتيجة الحل الذي اقترحه أحد الأطراف، اعترف بالانتصار واحتفل بالنجاح.
رابعاً: المحافظة على الهدوء وتحديد موضوع الخلاف:
إن المحافظة على الهدوء هي أحد طرق نجاح حل النزاع، والتركيز على التأثيرات الملموسة للنزاع يساعد في فهم كل الأطراف النتائج المترتبة على استمرار النزاع.
تحتوي الحقيبة التدريبية الخاصة بأكاديمية ترينبروج الأمريكية على 7 ملفات يحتاج لها المدربين والمراكز التدريبية لتنفيذ العملية التدريبية، يمكنك تحميل نموذج للحقيبة التدريبية الاحترافية والاطلاع على محتواها
كيفية تطبيق البديل الثالث لحل نزاعات العمل:
-
السعي نحو تقريب وجهات نظر الأفراد:
عند التخلص من سوء التفاهم ما بين الأفراد في العمل سيتم الوصول إلى طريق مشترك فيما بينهم، ولا شك أنه لا يمكن أن يتم إلا بواسطة طرف ثالث مبادر يحاول أن يقرب وجهات النظر.
-
التصرف بحكمة وفهم المشكلة بشكل جيد:
لكي يتم الوصول إلى حل لا بد من التعرف على كل مسببات الصراع والسماع والإنصات لطرفي النزاع وعدم تهميش رأي أي منهما.
-
استلام زمام الأمور والمبادرة من قبل طرف ثالث:
يتولى أحد الأشخاص مهمة البحث في أسباب الصراع والاستماع للأطراف المتنازعة، ومن ثم عليه أن يتولى المبادرة من أولها والبحث فيها بعمق ومن ثم اقتراح الحلول المناسبة.
-
السعي لإيجاد مواقف مشتركة فيما بين الأطراف:
وفي الواقع إن هذا الأسلوب هو الأكثر فعالية فيما يتعلق بصراعات العمل، ويتم عن طريق ابتكار وظيفة مشتركة تجمع الطرفين المتنازعين بحيث يشعر كل منهما أنه مجبر على التعاون مع الآخر من أجل تحقيق نجاح المهمة الموكلة إليهما.
وفي الختام، لا بد للأطراف المتنازعة سواء كان في مكان العمل أو في البيت أو في أي مكان في المجتمع، من أن يتجاوزوا آراءهم وأفكارهم الشخصية وخلق رأي مشترك وروح موحدة هادفة وحالمة بتكثيف الجهود من أجل واقع أفضل، وبذلك يتم الوصول إلى التعاون الإبداعي وحل صراعات العمل وغيره عن طريق البديل الثالث.
يمكنكم متابعتنا عبر حساباتنا على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل متابعة كل جديد